وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فراس قال سمعت ذكوان يحدث عن زاذان: أن ابن عمر دعا بغلام له فرأى بظهره أثرا فقال له أوجعتك ؟ قال لا قال فأنت عتيق قال ثم أخذ شيئا من الأرض فقال ما لي فيه من الأجر ما يزن هذا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من ضرب غلاما له حدا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه) حفظ
القارئ : وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فراس قال : سمعت ذكوان يحدث عن زاذان : ( أن ابن عمر دعا بغلام له فرأى بظهره أثرا فقال له : أوجعتك ؟ قال : لا ، قال : فأنت عتيق ، قال : ثم أخذ شيئا من الأرض فقال : ما لي فيه من الأجر ما يزن هذا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من ضرب غلاما له حدا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه ).
الشيخ : قول هذا الغلام لما قال : أوجعتك ؟. قال : لا . كيف يقول : لا ، وقد أثّر الضرب بظهره ، نعم ؟
القارئ : الظاهر خوفا من ابن عمر .
الشيخ : لا ، أو هذا مما جرى به العرف الآن ، إلى الآن الناس على هذا ، يقول لا يعني تسهيلا للأمر الذي حصل .
ثم إما أن يكون متأولا يقول : لا ، أي لم توجعني وجعا شديدا ، وهذا يمكن ، لكن الناس الذين يقولون هذا لا يريدون هذا الأمر ، وإنما يريدون التسامح والتساهل ، وأنه شيء سهل وما أشبه ذلك ، والأعمال بالنيات ، فالأعمال بالنيات ، والأقوال أيضا بالنيات ، فما اشتهر عند الناس على معنى من المعاني وهو قول ظاهره باطل فإنه يجرى على ما يعرفه الناس وهذا في كل الكلام ، نعم .
ذُكر لنا أن رجلين قدما من الحج أيام كان الناس يحجون على الإبل ، الحج على الإبل فيما سبق فيه تعب ومشقة ، وكانت البلاد أيضا ليست بتلك الآمنة كما هي اليوم والحمد لله ، وجرت العادة فيما سبق أن القادم من السفر يأتي الناس إليه يسلمون عليه لا سيما الحاج ، فقيل لأحد الرجلين : لعلكم ما تكلفتم عسى ما تكلفتم ؟ قال له أخوه : لا والله يا أخي تكلفنا ، لكن نريد الأجر من الله عز وجل ، الأول على الطريقة العامية وهي تسهيل الأمور ، وأنه ليس هناك شيء يشق ، والثاني الصراحة والصدق ، فأيهما أولى ؟ .
أظن أن الأول أولى ، الأول أولى ، لأن الثاني فيه نوع من التسخط أو الشكاية أو ما أشبه ذلك ، لكن الإنسان ينبغي له أن يسهل الأمور أمام المخاطب ما لم يكن إثما ، نعم .