فوائد حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث فيه فوائد :
منها أن لبس الذهب كان حلالا ثم نسخ ، فيكون في هذا دليل على إثبات النسخ في الشريعة الإسلامية وكذلك في الشرائع السابقة ، فشريعة التوراة نسختها شريعة الإنجيل ، وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم نسخت جميع الشرائع .
ثم النسخ يدل على كمال حكمة الله عز وجل وكمال رحمته ، لأن النسخ إنما يكون لمصلحة ، لا يمكن أن يكون النسخ لغير مصلحة إطلاقا .
فإذا قال قائل يرِد على هذا نسخ استقبال بيت المقدس إلى استقبال الكعبة فأين الفائدة ؟ .
فالجواب الفائدة أننا أبدلنا الجهة المفضولة بالجهة الفاضلة ، أيهما أفضل أن نتوجه إلى البيت العتيق أو إلى بيت المقدس ، نعم ؟.
البيت العتيق أفضل بلا شك ، بل قال شيخ الإسلام رحمه الله إن جميع الأنبياء مأمورون بأن يتوجهوا إلى الكعبة ، ويمكن أن يستدل لهذا بقوله تعالى : (( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة )) ، لكن غير الأحبار والرهبان ، غيروا القبلة المشروعة إلى قبلة مبتدعة ، وليس هذا ببعيد .
النسخ أيضا يكون إلى أخف وإلى أثقل وإلى مساوٍ ، يكون إلى أخف كما نسخ وجوب مصابرة الواحد للعشرة في القتال (( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا ذلك بأنهم قوم لا يفقهون )) إذًا الواحد يقابل عشرة ثم قال : (( الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا إن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله )) هذا نسخ غلى أخف .
وكذلك في الصيام كان الرجل إذا نام لا يتسحر ثم نسخ .
يكون إلى أثقل مثل تعين الصيام بدلا من التخيير ، وكان الصيام أول ما فرض يخير الإنسان بين أن يصوم أو يفدي ، يعني إن شئت ادفع فدية عن كل يوم وإن شئت فصم ، ثم بعد ذلك تعين الصيام ، هذا إلى أثقل .
إلى مساوي كنسخ القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام ، فهو عند المكلف سواء لا يختلف أن يتجه إلى اليمين والشمال .
فإذا قال قائل ما هي الفائدة في النسخ إلى أسهل ؟.
قلنا الفائدة واضحة في القرآن وهو التخفيف ، فيكون في هذا امتحان للعباد أن يتقبلوا الشريعة الثقيلة ثم يمن الله عليهم بالتخفيف .
طيب النسخ من أخف إلى أثقل حكمته التدرج في التشريع حتى يرتقي الناس إلى درجة الكمال ، إذًا كل نسخ لا بد له من حكمة .
في هذا الحديث أيضا الذي في مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه بالقول وبالفعل ، وذلك حين جلس على المنبر والناس حوله فخلع خاتمه وطرحه .
وفيه أيضا كمال تأسي الصحابة رضي الله عنهم حيث طرحوا خواتيمهم ، ولقد تأسوا به في شيء آخر حينما خلع نعليه حين أخبره جبريل أن فيهما قذرا وهو يصلي والناس يصلون ، فخلع الناس نعالهم وهذا كمال الامتثال والتأسي .
إذًا الحكم المناسب للباب أو الشاهد تحريم لباس خاتم الذهب على الذكور ، نعم .