بيان أن العبادة لا تقبل إلا إذا وافقت الشريعة في أمور ستة: أولا: في السبب ومثاله. حفظ
الشيخ : واعلم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كانت العبادة موافقة للشرع في الأمور التالية: في سببها وجنسها وقدرها وكيفيّتها وزمانها ومكانها، لا تتحقق المتابعة في العبادة إلا إذا وافقت الشرع في الأمور الستّة التالية: سببها، والثاني جنسها، قدرها، كيفيتها، زمانها، مكانها، لابد من أن تتحقّق الموافقة في هذه الأمور الستّة، اذكرها لنا الأخ؟ اذكرها وأنت قائم؟
الطالب : ... في جنسها.
الشيخ : نعم.
الطالب : في قدرها، في كيفيتها، في مكانها، في زمانها، في سببها.
الشيخ : نعم، في سببها، تمام.
فإن لم يكن سببها ثابتا شرعا فإنها لا تقبل، إذا لم يكن السبب ثابتا شرعا فإنها لا تقبل، فلو قرأ القارئ: (( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )) فسجد سجدة التلاوة قلنا هذه لا تقبل، هذه السجدة لا تقبل بل أنت آثم بها، لماذا؟ لأن ذلك ليس بسبب، هذه الآية ليست آية سجدة، ولو قرأ (( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )) هاه، وسجد صح؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، صحيح، هذه آية سجدة، هذه آية سجدة شرعية، فالأول الذي سجد عند قوله: (( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )) نقول أيش؟ سجدته غير مقبولة، لماذا؟ لأن أيش؟ لأن هذا ليس سببا للسجود.
ولو قرأ (( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )) فسجد قلنا هذه سجدة شرعية صحيحة مقبولة، لأنها جاءت بها السّنّة.
طيب، سمعت الأخ الذي إلى جنبي يقول: الأولى خاصة بمريم، والثانية عامة، ولكن هذا ليس هو السبب، السبب التلقي، الدليل على هذا أن الله قال في داود: (( وظن داود أنّما فتنّاه فاستغفر ربّه وخرّ راكعا وأناب )) لو سجدنا عند هذه الآية، أيش يكون السجود؟ صحيح أو غير صحيح؟ صحيح، لماذا لأنّ هذا سبب متلقى من الشرع مع أنه خاص بمن؟
الطالب : بداود.
الشيخ : بداود، فالحاصل أن الشرع مبني على التلقي، ما جاءت به السنة فهو الشرع وما لم تأت به السّنّة فليس بشرع.