هل يجوز تقسيم البدع إلى حسنة وسيئة استدلالا بحديث:" من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن في الإسلام سنة سيئة ".؟ حفظ
السائل : سائل يقول : هل يجوز تقسيم البدع إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة استدلالا بالأثر : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) ؟
الشيخ : نعم أسألكم إذا كان أعلم الخلق وأفصح الخلق وأنصح الخلق يقول : ( كل بدعة ضلالة ) ومعلوم أن هذا أعني كل بدعة ضلالة لفظ عام لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه استثنى شيئا منه فهل يجوز أن يقسم البدعة إلى قسمين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أجيبوا يا جماعة ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا لأن الذي خاطبنا بذلك هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بشريعة الله وهو أفصح الخلق وهو أنصح الخلق عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يطلق مثل هذا العموم ثم نقول إن البدعة تنقسم إلى أقسام ولهذا نقول من قسم البدعة إلى أقسام من العلماء فهو إما ألا يكون ما ذكره بدعة وحينئذ تسميته إياه بدعة غلط وإما أن يكون بدعة غير حسنة لأنه لا يمكن أن نقول ان بدعة حقيقية تكون حسنة بعد قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( كل بدعة ضلالة ) أبدا فالبدع كلها ضلالة وأما قوله عليه الصلاة والسلام : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) فلا يمكن أن نقول إن البدعة تدخل في هذا لأن الرسول قيد السنة بماذا ؟ تكلموا يا جماعة بأنها حسنة وهل يمكن أن تكون البدعة حسنة وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( كل بدعة ضلالة ) لايمكن أبدا إذن يكون معنى قوله : ( من سن سنة حسنة ) يحمل على معنيين إما أن المعنى من أحياها بعد موتها وإما أن يكون المعنى من سبق إليها عملا انتبه إما أن يكون المعنى من أحياها بعد موتها لأن إحيائها بعد موتها وترك الناس لها سنة ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يصلي بالناس قيام رمضان جماعة قال : ( نعم البدعة هذه والتي يقومون عنها والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ) يعني آخر الليل فوصفها بأنها بدعة لا لأنه ابتدعها بل لأنه أحياها بعد أن تركت وانما قلت ذلك لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أنه قام بالناس في رمضان ثلاث ليال ثم تأخر وقال : إني خشيت أن تفرض عليكم ) وهذه الخشية بعد موته عليه الصلاة والسلام منتفية لأنه لا يمكن أن تثبت الأحكام بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام إلا بوحي والوحي انقطع هذه واحدة أو يكون المعنى من سن سنة حسنة أي بادر بها حتى تبعه الناس وهذا يدل عليه سبب الحديث وهو ( أن الرسول عليه الصلاة والسلام حث على الصدقة فجاء رجل بصرة في يده قد أعيتها وضعها في حجر النبي عليه الصلاة والسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) انتبه يا أخي لأن هذا الحديث يستدل به أهل البدع ولكنه لا دلالة لهم فيه لأن الرسول قيدها بقوله : ( من سن في الإسلام ) ايش؟ ( سنة حسنة ) والبدعة سنة سيئة لقوله عليه الصلاة والسلام : ( كل بدعة ضلالة ) إذن يحمل على أي شيء يا أخ ؟
السائل : يحمل الحديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) أي أن من أحيا سنة بعد أن تركها الناس أو من سارع في امتثال أمر الله ...
الشيخ : تمام بارك الله فيك انتبهوا لهذا الحديث معناه الذي لا يتجاوزه من سن في الإسلام سنة حسنة أي أحياها بعد أن هجرت وتركت ومنه قول عمر : ( نعمت البدعة هذه ) أو أن المعنى : من سبق إلى فعلها فتبعه الناس كما يدل إليه سبب الحديث نعم.
السائل : جزاكم الله خيرا