معنى قوله " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" حفظ
الشيخ : ثم قال عز وجل : (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد )) أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد وحبل الوريد هو ذلك العرق الغليظ الذي يخرج من القلب ويرجع إليه فالله عز وجل بملائكته أقرب إلى الإنسان من هذا الحبل لأنه قال : (( أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان )) فجعل هذا القرب جعله معلقا مقيدا في هذه الحال إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد وهذا دليل على أن هذا القرب قرب الملائكة الذين يتلقون ما يعمله بنو آدم ويدل لهذا أن قرب الله عز وجل بنفسه لا يكون إلا لمن دعاه أو عبده فقط لا يكون لكل إنسان (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم حين رفع الصحابة أصواتهم بالذكر : ( اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصما ولا غائبا إنما تدعون سميعا قريبا إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) ولم يرد القرب القرب أي قرب الله تعالى بنفسه لعبده إلا في حال الدعاء وحال العبادة أما القرب العام فإنه قربه لملائكته كما قال الله تعالى هنا : (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد )) وقال الله عز وجل : (( فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون )) وهذا قربه تعالى بملائكته الذين ينزلون لقبض روح الإنسان ثم قال عز وجل.