الشرط الرابع : أن يكون قادرا مع ذكر أقسام العجز. حفظ
الشيخ : الشرط الرابع أن يكون قادرا وضد القدرة العجز والعجز قسّمه العلماء إلى قسمين : عجز لا يرجى زواله وعجز يرجى زواله. العجز الذي لا يرجى زواله كالمريض بمرض ميؤوس من برئه مثل مرض السرطان ومرض السل في زمان سابق وكذلك الكبير لأن الكبير لا يرجى زوال كبره لأننا لا نعلم أن رجلا شاب ثم عاد شابا أبدا ولهذا يقول الشاعر : " ليت وهل ينفع شيئا ليت ليت شبابا بوع فاشتريت " يتمنى أن الشباب يباع حتى يشتريه ولكن هذا غير ممكن أقول إذا بلغ الإنسان الشيخوخة وصار عاجزا عن الصيام فإنه في هذه الحال يطعم عن كل يوم مسكينا ما هو الدليل على ذلك ؟ الدليل على ذلك قوله تعالى : (( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين )) ووجه الدلالة أن الصيام أول ما فرض صار الإنسان مخيّرا بين أن يصوم أو يطعم عن كل يوم مسكينا فجعل الله تعالى الإطعام عديلا للصوم فإذا تعذر الأصل وهو الصيام رجعنا إلى معادله وهو الإطعام وكيف يطعم نقول إن الإطعام له طريقان الطريق الأول أن يصنع طعاما في آخر الشهر ويدعو إليه مساكين عدد أيام الشهر إن كان الشهر تسعة وعشرين دعا إليه تسعة وعشرين وإن كان الشهر ثلاثين دعا إليه ثلاثين حتى يأكلوا هذا الطعام وقد فعل ذلك أنس بن مالك رضي الله عنه حين كبر أما الطريق الثاني للإطعام فأن يطعمهم حبا ولحما مقدار ذلك بالرز ثمانية عشر كيلو من الرز توزع على ثلاثين فقيرا وذلك لأن صاع النبي صلى الله عليه وسلم أقل من الصاع المعهود عندنا إذ أن صاع النبي صلى الله عليه وسلم كيلوين وأربعين غراما كيلوين وأربعين غراما والصاع أعني صاع النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أمداد والمد يكفي لإطعام المسكين وعلى هذا فيكون الكيلوان وأربعون غراما تكفي لكم ؟ لأربعة لأن الصاع أربعة أمداد فإذا ضربنا الكيلوين بأربعة صار أربعة كيلو لثمانية وثمانية كيلو لستة عشر فإذا قلنا إن الواجب ثمانية عشر كيلو عن ثلاثين يوما صار هذا كافيا أو لا يكفي ؟
السائل : لا يكفي.
الشيخ : تأمل فيه.
السائل : باقي.
الشيخ : الكيلوين واحد وأربعين غرام لأربعة معناه كل واحد نصف كيلو فيكون على هذا خمسة عشر كيلو كافيا لكن زدنا ثلاثة كيلو من أجل الكثرة الذي هو أربعون غراما وإذا أطعم الإنسان كل مسكينا كيلوا من الرز ومعه لحمه فقد زاد خيرا لأننا لا نمنع من الزيادة إذا رأى أنها أنفع للفقير أما القسم الثاني من العجز فهو العجز الطارئ الذي يرجى زواله كسائر الأمراض العامة التي تطرأ على الإنسان في أيام رمضان كالزكام والصداع وما أشبه ذلك مما يشق معه الصوم وهذا القسم يجب فيه أن يقضي الإنسان بعدد الأيام التي أفطرها لقول الله تعالى : (( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )) وقوله تعالى : (( فعدة من أيام أخر )) لم يقل فعليه صيام شهر قال عدة من أيام أخر لأجل أن تكون الأيام تسعة وعشرين يوما إذا كان الشهر تسعة وعشرين وثلاثين ويكون الصيام ثلاثين يوما إذا كان الشهر ثلاثين يوما. أنا في الواقع مشغول الذهن بهذا المكرفون لأني أحس إنه ما يسمع.
السائل : قوي قوي مرة.
الشيخ : المهم نكمل لأنكم تستمعون ولا نوقف.
السائل : واضح واضح.
الشيخ : صار العجز ينقسم إلى كم قسم قسمين عجز دائم لا يرجى زواله وفرضه الإطعام وعجز طارئ يرجى زواله ففرضه أن يصوم بدل الأيام التي تركها وعرفتم الدليل (( فعدة من أيام آخر )).