معنى قوله " وإن يرو كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ". حفظ
الشيخ : (( وإن يروا كسفا من السماء ساقطا )) يعني عذابا نازلا عليهم لم يصدقوا بذلك ولكن يقولون هذا سحاب مركوم ولا يصدقون بالعذاب ونظير ذلك ما حصل في عصرنا اليوم إذا رأوا كسوف الشمس والقمر قالوا هذا أمر طبيعي لا يحتاج أن نخاف منه ولا أن نفزع إلى الصلاة والذكر وغفل هؤلاء عن أن الكسوف والخسوف لهما سببان سبب كوني طبيعي وسبب شرعي وحيي جاء عن طريق الوحي أما السبب الكوني الطبيعي فإن سبب كسوف الشمس حيلولة القمر بينها وبين الأرض يحول القمر بينها وبين الأرض فيظلم الجانب الذي انحجب عنه نور الشمس بظل القمر وفي الخسوف خسوف القمر سببه حيلولة الأرض بين الشمس والقمر لأن نور القمر مستفاد من الشمس ولهذا كلما قرب القمر من الشمس ضعفت المواجهة بينه وبينها فقل النور الذي فيه وكلما ابتعد عن الشمس كبرت المقابلة بينه وبين الشمس فكبر النور إذا أرد الله عز وجل أن يخسف القمر حالت الأرض بينه وبين الشمس وهذا أمر معلوم ولا أحد يشك فيه ولكن نقول ما الذي أوجد السبب لحيلولة القمر بين الشمس والأرض وحيلولة الأرض بين الشمس والقمر من هو الله أوجده ليخوف العباد بذلك وهذا هو السبب الشرعي الذي أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن يعلمه أحد إلا عن طريق الوحي أما الأول وهو السبب الطبيعي فهذا يعرفه حتى الملحدون الكافرون يعرفون ذلك لكن السبب الشرعي الذي هو تخويف العباد بهذه الحادثة لا يعلمه إلا من أوحاه الله إليه وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فإن أولئك القوم الذين يستهونون أمر الكسوف والخسوف ويقول هذا أمر طبيعي لا يهمنا ولا ينبغي أن نهتم به يشابهون هؤلاء المشركين الذين إذا رأوا كسفا من السماء ساقطا قالوا سحاب مركوم.