يقول السائل : كيف الرد على من ينكر حديث الذبابة إذا وقع في الإناء.؟ حفظ
السائل : حديث الذبابة.
الشيخ : أما حديث الذبابة فهو ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء ).
هذا الحديث ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام من حديث أبي هريرة، والطب شاهد له.
وإني أقول : إذا ثبت الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام فلا يهمنا أن يشهد له الطب بصدقه أو لا يشهد، بل بعبارة أعم: إذا ثبت الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام فلا يهمنا أن يشهد العلم الحديث سواء كان طبا أو غير طب أن يشهد بصدقه أو لا يشهد، لأن ما يقال إنه علم ويخالف الأحاديث الصحيحة فإننا نقول إنه ليس بعلم، ولكنه وهم، وستبين الأيام صدق ماثبتت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فحديث الذبابة هذا أنكره من أنكره من الناس، وقالوا: هذا لا يمكن، ولكن المحققين من أهل الطب أثبتوا أن هذا ممكن، وأنه تحت جناحه غدة إذا وقعت في ماء أو في شراب انفجرت واختلطت بهذا الشراب فكانت داء، وفي الجناح الآخر غدة باذن الله تنفجر إذا غمس الجناح الثاني في هذا الماء أو الشراب فتقضي على داء الغدة الأولى، وهذا من حكمة الله عز وجل، ليبين سبحانه وتعالى لعباده عظيم قدرته.
فهذه الذبابة التي هي من أضعف المخلوقات اجتمع فيها ضدان داء ودواء.
وقد زاد الترمذي أو أبو داود، والنسيان مني، ( وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء ) أي أنه عندما يسقط يسقط على الجناح الذي فيه الداء، ولكنه يزول ذلك بغمسه.
بقي أن يقول قائل: إذا سقط في لبن مثلا وغمسته وأخرجته ورميت به، هل يلزمني أن أشرب هذا اللبن؟
لا يلزمني أن أشرب ،ولكني لا أتجنبه خوفا من الداء، لأن الداء كفيت شره بالدواء الذي في الجناح الثاني.
ولا يلزمني أن أشربه، لأن الإنسان لا يلزم أن يأكل كل حلال.
قد يكون الشيء حلالا لكن لا تسيغه نفسي.
هل يلزمني أن أشربه أو أن آكله؟ لا.
هذا النبي عليه الصلاة والسلام قدم إليه الضب أظنه معروف لكم، قدم له الضب، فلم يأكل منه وقدمه إلى من عنده، فقيل يارسول الله : أحرام هو؟ قال : (لا، ولكنه ليس في أرض قومي فأجدني أعافه )، فبين أنه تعافه نفسه.
في ناس الآن لو أتيت له بجواد، والجواد معروف، وهو لذيذ الطعم إذا كان على الوصف الذي يسميه الناس إيش؟ مشوي؟ المهم على كل حال هو لذيذ الطعم، وكثير من الناس يشتهيه، ويرون أن فيه دواء، لأنه يقول العامة : إنه يأكل من كل شجرة، والأشجار فيها شفاء.
لكن بعض الناس لا يستطيع أبدا أن يأكله، وإذا أكله تعب منه، فإذا قال : والله لا آكل الجواد لأن نفسي لا تشتهيه، نقول هذا فعل محرما؟
أبدا.
هذا الماء الذي سقط فيه الذباب وغمسته فيه واستخرجته، إذا كنت لا تشتهيه بعد هذا الذباب فلا حرج عليك أن لا تشربه.
أعطه غيرك يشربه.
أي نعم.