يقول السائل : ما رأيكم في رجل يسكن في مدينة غير مكة يأتي بعمرة كل يوم في رمضان وذلك بأن يرجع إلى منطقته ثم يعود فهل هذا جائز.؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد ما رأيكم في رجل يحرم في مدينة غير مكة يأتي بعمرة كل يوم في رمضان وذلك بأن يرجع إلى منطقته ثم يعود هل هذا جائز ؟
الشيخ : المتابعة بين العمرتين جاءت به السنة ولكن هذه المتابعة ينبغي أن تكون مقيدة بما جاء عن السلف والسلف رحمهم الله لم يكن من عملهم أن يكرروا العمرة كل يوم بل إن شيخ الإسلام رحمه الله قال : " إن الموالاة بين العمرتين والإكثار من العمر إنه مكروه باتفاق السلف " ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يكرر دائما دائما كما نشاهد من بعض الناس يأتي بالعمرة أول ما يقدم لنفسه ثم بعد يومين أو ثلاثة يخرج يعتمر لأبيه وبعد يومين أو ثلاثة لأمه وبعد يومين أو ثلاثة لخالته وعمته ويخلي كل يوم أو يوم ورى يوم عمرة فإن هذا ليس من هدي السلف رحمهم الله ولا ريب أن السلف أحرص منا على الخير وفعل الخير وخير الطرق طريق النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وهو الذي أمرنا أن نتمسك به لقوله صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) ولعلكم سمعتم ما شاهدته قبل سنوات رجلا كان يسعى بين الصفا والمروة وقد حلق نصف رأسه تماما حلق نصف رأسه بالموسة والنصف الباقي شعر كثير فسألته ما هذا قال حلقت نصف رأسي لعمرة أمس وأبقيت نصفه لعمرة اليوم ما أدري لو بيأخذ أربع عمر يحلق الربع وهكذا حتى ينتهي فالحاصل أن العبادات ينبغي أن نعلم أنها مبنية على الاتباع فخير الهدي هدي النبي عليه الصلاة والسلام وكلنا يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح أقام بمكة تسعة عشر يوما منها عشرة أيام في رمضان في العشر الأواخر والباقي في شوال ولم يصم هذه العشرة كما صح ذلك من حديث ابن عباس في البخاري ولم يعتمر أتدرون متى اعتمر ؟ اعتمر لما غزى ثقيفا ثم رجع ونزل بالجعرانة لقسم الغنائم دخل ليلا عليه الصلاة والسلام دخل مكة ليلا واعتمر وخرج وهذا يدل على أنه يبنغي لنا بل يجب علينا أن نقتدي بالصحابة رضي الله عنهم بل أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم وبهدي الخلفاء الراشدين.