بيان أن العبادة لا تكون موافقة للشريعة إلا إذا وافقت الشريعة في أمور ستة : السبب والجنس والقدر والكيفية والزمان والمكان. حفظ
الشيخ : يعني لا تكون العبادة موافقة للشريعة إلا إذا وافقت الشريعة في أمور ستة : في سببها، وجنسها، وقدرها، وكيفيتها، وزمانها، ومكانها.
فلو أن أحدا من الناس تعبد لله عبادة بسبب غير شرعي فعبادته مردودة عليه، مثل: لو تعبد لله عز وجل بالثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة مولده، قلنا: هذا بدعة مردودة على من قام بها، لماذا؟ لأن الشرع لم يجعل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم سببا للثناء عليه والاجتماع على الصلاة عليه، وما أشبه ذلك. طيب، ايش؟ في جنسها.
لو تعبد الإنسان لله بعبادة بجنس غير مشروع، مثل: أن يضحي الإنسان بفرس، رجل ضحى بفرس، معلوم أن الفرس أغلى في الغالب من البقرة، فهل تجزئ أضحية الفرس؟
الطالب : لا.
الشيخ : لماذا؟ لأنه ليس موافقا للشريعة في الجنس، لأن الأضاحي لا تشرع إلا من بهيمة الأنعام.
طيب، القدر، لو أن إنسانا أحدث أذكارا معينة بعدد معين وقال سأسبح ألف مرة وأهلل ألف مرة واتخذ ذلك شرعا، قلنا: هذا بدعة، ينهى الإنسان عنها لأنها لا توافق الشرع في العدد. بقي؟
الطالب : الكيفية.
الشيخ : الكيفية، لو تعبد لله تعالى بعبادة على غير الكيفية المشروعة فإنها لا تقبل لمخالفتها للشرع في الكيفية، مثل: أن يتوضأ فيبدأ أولا بقدميه ثم برأسه ثم بيديه ثم بوجهه ثم، لا يقبل هذا الوضوء، لماذا؟ لأنه مخالف للشريعة في الكيفية، ولو سجد في الصلاة قبل الركوع لم تصح الصلاة، لأنها مخالفة للشرع في الكيفية.
بقي الزمان.
الزمان، لو أن الإنسان ضحى أو ذبح أضحيته يوم عرفة قبل يوم العيد لكانت الأضحية غير مقبولة، لماذا؟ لأنها مخالفة للشريعة في الزمان.
طيب، المكان.
لو أن الإنسان اعتكف في بيته في أيام العشر الأخيرة من رمضان، قلنا: هذا الاعتكاف لا يصح، لماذا؟ لمخالفته للشريعة في المكان، لأن الاعتكاف لايصح إلا في مسجد تقام فيه الجماعة، في مسجد تقام فيه الجماعة في أي مكان في الأرض، كل المساجد في الأرض يصح فيها الاعتكاف.