معنى قوله تعالى :" ثم إنكم أيها الضالون المكذبون - إلى قوله - نزلهم يوم الدين " حفظ
الشيخ : (( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّين )).
نعوذ بالله من هذا النزل.
(( أيها الضالون )) في عملكم (( المكذبون )) لرسلهم، فهم ضالون في العمل مكذبون للخبر (( لآكلون من شجر من زقوم )) وهذا الشجر والعياذ بالله شجر خبيث الرائحة خبيث الطعم كريه المنظر، قال الله تعالى في وصف هذه الشجرة : (( طلعها كأنه رؤوس الشياطين )) يأكلون هذا تجرعا لا عن لذة وشهوة، ومع ذلك فإنهم يملؤون منها بطونهم، مكرهين على هذا، ثم يعطشون عطشا شديدا، وإذا عطشوا فإن الماء لا يأتي إليهم بسهولة، بل يستغيثون ويسألون ويلحون (( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه )) نسأل الله العافية، (( يغاثوا بماء كالمهل )) من شدة حرارته (( يشوي الوجوه )) إذا أدنوه إلى وجوههم ليشربوا منه شوى وجوههم والعياذ بالله من شدة حرارته.
وهنا يقول : (( فمالؤون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم ))، الهيم هي الإبل العطاش، والإبل كما نعلم تشرب ماء كثيرا ولا سيما إذا كانت عطشى.
هذا الذي ذكر الله سبحانه وتعالى لهؤلاء المترفين في الدنيا الذين يصرون على الكفر والتكذيب إذا تأمله الإنسان فإنه يوجب لكل إنسان عاقل أن يفر من حال هؤلاء فراره من الأسد، وأن يتجنب كل ترف وتنعم يوجب له الكفر والتكذيب.