يقول السائل : ما رأيك فيمن يقول أو يعمل عملا ينافي السنة وإذا قيل له هذا خطأ قال إنما الأعمال بالنيات أو يقول الإيمان في القلب .؟ حفظ
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : ما رأيك فيمن يقول أو يعمل عملا ينافي السنة والشريعة، وإذا قلت له: هذا خطأ، قال: إنما الأعمال بالنيات، أو يقول الإيمان في القلب؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
هذا العذر الذي اعتذر به هذا المخالف ليس مقبولا.
كثير من الناس يفعل أشياء محرمة، فاذا قلت له: يا أخي، اتق الله هذا محرم قال : ( إنما الأعمال بالنيات ).
فنقول له: طيب، نحن نقبل هذا الحديث ( إنما الأعمال بالنيات )، لكن هذا العمل الذي عملت عمل محرم، فما هي النية التي يمكن أن تكون بالنسبة لهذا العمل المحرم؟ كل عمل محرم فإنه حرام سواء نوى به الانسان خيرا أم نوى به شرا، ما دام الشرع قد نهى عنه فهو حرام.
كثير من الناس أيضا يعتذر بعذر آخر، تقول: هذا عمل محرم، فيقول ( التقوى ها هنا ) ويشير إلى صدره، يعني أن التقوى في قلبه وهذه الحجة التي قالها أو هذه الكلمة التي قالها قالها النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( التقوى ها هنا )، كأنه يقول: التقوى ليست في الأعمال الظاهرة إنما هي في القلب، فنقول له: صدقت التقوى ها هنا، ولكن لو اتقى ما ها هنا لاتقت الجوارح، لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) لو صلح القلب لصلحت الجوارح، لو صلح القلب لقام الانسان بفعل الواجب، لو صلح القلب لترك الإنسان المحرم.
كثير من الناس يكون ثوبه وهو رجل ثوبه نازلا عن الكعبين، ونزول الثوب عن الكعبين محرم، بل هو من كبائر الذنوب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم توعد عليه فقال: ( ما أسفل من الكعبين ففي النار )، فإذا قلت له: يا أخي، ارفع ثوبك، قال: التقوى ها هنا، وأشار إلى صدره. جوابنا على هذا سهل، نقول : لو اتقى ما ها هنا لاتقت الجوارح، وهذا لا ينفعك يوم القيامة، إذا وقفت بين يدي الله عز وجل فإن الله سيحاسبك على هذا العمل، وفي ذالك اليوم لا تجد من يدافع عنك لا في هذا ولا في غيره. فالمهم أن بعض الناس يحتج بحديث : ( إنما الأعمال بالنيات ، وبعض الناس يحتج بحديث ايش؟ ( التقوى ها هنا )، وكلاهما لا حجة فيه، نعم.