تفسير قوله تعالى :" والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم " وأعظمها حق الزكاة . حفظ
الشيخ : وذكر الذين (( في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم )) ومن هذه الحقوق بل أظم الحقوق على الإطلاق حق الزكاة، حق الزكاة الذي يأتي الشيطان إلى الإنسان فيحاول أن يلقي في قلبه البخل حتى لا يؤدي الزكاة ، كما أن الشيطان يأتي إلى الإنسان ويلقي في قلبه أن لا يصلي أو أن يصلي صلاة ناقصة، لأن الزكاة من أركان الإسلام ، والشيطان لا يريد من بني آدم أن يأتوا بأركان الإسلام ، ولهذا تجد الإنسان يحمّر ويصفّر لإخراج الزكاة ، لكن تأتيه وليمة لا داعي لها فيخسر عليها أكثر مما يجب من الزكاة في ماله ، بدون أي مشقة على نفسه ، ولا شك أن هذا من الشيطان ، أن يكون الإنسان كريما بما لا يلزمه بخيلا بما يلزمه .
بل إني أقول تجد الواحد منّا في الصّدقة يهون عليه أن يتصدّق بمال كثير ، لكن في الزكاة يصعب على نفسه أن يؤدي الزكاة ، تجده يتصدق بعشرة ريالات عشرين ريال ما يهمّه ، تقول له عليك زكاة في المائة ريالين ونصف يشق عليه أن يخرج ريالين ونصف بينما هو يتصدّق بعشرة أو عشرين، لماذا ؟ ، لأن الشيطان حريص على بني آدم أن لا يقوموا بما أوجب الله عليهم .
مع إني أقول إن الزكاة أفضل من الصدقة ، ودليل ذلك قوله تعالى في الحديث القدسي : ( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ) فركعتان من الفريضة أفضل من ألفي ركعة من النافلة ، لأنها أحب إلى الله عز وجل ، ولولا أنها أحب إلى الله ما ألزم الله بها العباد، التطوع جعل الأمر إليهم، الفرض ألزمهم الله به ، وهذا يدل على أن الله يحب الفرائض ، والزكاة تجب في عدة أموال ، نتكلم منها على ما يهم أكثر الناس، وهي :