شرح قول المصنف وقوله :( كل شيء هالك إلا وجهه ) حفظ
الشيخ : طيب يقول: وقال تعالى (( كل شيء هالك إلا وجهه )) قال الله تعالى (( ولا تدع مع الله إلها آخر )) ها (( لا إله إلا هو )) كذا؟ (( كل شيء هالك إلا وجهه ))
((كل شيء هالك إلا وجهه)) ما معنى قوله: (( كل شيء هالك إلا وجهه ))؟ نقول أحسن ما يُفَسر به القرآن القرآن (( كل شيء هالك )) يوازي (( كل من عليها فان )) (( إلا وجهَه )) توازي (( ويبق وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) فالمعنى كل شيء فانٍ وزائل إلا
الطالب : إلا وجه الله
الشيخ : إلا وجه الله عز وجل فإنه باق ولهذا قال (( له الحكم وإليه ترجعون )) فهو الحاكم الباقي الذي يرجع إليه الناس ليحكم بينهم وقيل في معنى الآية (( كل شيء هالكٌ إلا وجهه )) أي إلا ما أريد به وجهه ’ إلا ما أريد به وجهه’ قالوا لأن سياق الآية يدل على ذلك (( ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو )) (( كل شيء هالك إلا وجهه )) كأنه يقول لا تدعُ مع الله إلها آخر فتشرك به، لأن عملك وإشراكك أيش؟
الطالب : هالك
الشيخ : هالك تالف إلا ما أخلصته لوجهه فإنه يبقى لأن العمل الصالح له ثواب باقي لا يفنى في جنات النعيم ولكن المعنى الأول أسد وأقوى وعلى طريقة من يقول بجواز استعمال المشترك في معنييه نقول يُمكن أن نحمل الآية على المعنيين إذ لا منافة بينهما فتُحمل على هذا وعلى هذا فيقال كل شيء يفنى ويبقى الله عز وجل إلا وجه الله و نعم كل شيء يفنى إلا وجه الله وكل شيء من الأعمال يذهبُ هباءً إلا ما أريد به وجه الله، إلا ما أريد به وجه الله ، طيب على أي التقديرين في الآية دليل على ثبوت الوجه لله ولا لا ؟
الطالب : بلى
الشيخ : المعنى الأول أو الثاني فيها دليل على ثبوت الوجه لله سبحانه وتعالى وأن الله سبحانه وتعالى له وجه موصوف بالجلال والإكرام وقال سبحانه وتعالى، لا بس انتهى الكلام على صفة الوجه.
هنا مناقشة قلنا المراد بالوجه المراد به وجه الله حقا وهو وجه ثابت له على وجه الحقيقة لا يُماثل ها أوجه المخلوقين لأن هذا هو ظاهر اللفظ وهل يمنع منه العقل؟ لا ، لا يمنع منه العقل. العقل لا يمنع منه ومن له وجه بلا شك فهو دال على كماله فالوجه من الكمال بلا شك بل إننا في المخلوقين نرى كل من كان أحسن وجهاً كان أجمل وأكمل والله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال، فالوجه ثابت لله تعالى بمقتضى النص وكذلك بمُقتضى العقل لأنه من صفات الكمال بقي أن يقال من أي الصفات هو ؟
الطالب : الذاتية
الشيخ : من الصفات الذاتية الخبرية، الخبرية التي مسماها بالنسبة إلينا
الطالب : أبعاض وأجزاء
الشيخ : أبعاض وأجزاء، ولا نقول من الصفات الذاتية المعنوية لو قلنا بذلك لكنا نوافقُ المتأولين أو المحرفين لكنا نوافق المحرفين، بل نقول هي صفات ذاتية خبرية مسماها بالنسبة إلينا أبعاض وأجزاء لكن بالنسبة لله ما نقول إنها بعض بعض من الله أو جزء من الله ، لأن ذلك يوهم نقصا في الله سبحانه وتعالى طيب هل وافق أهل السنة أحد أو هل أجمعت الأمة الإسلامية على هذا التفسير ؟ الجواب لا فإن أهل التحريف أبَوْ إلا أن يسلكوا الطريق التي هم عليها من تحريف الكلِم عن مواضعه وقالوا لا يمكن أن يكون لله وجه وحاشاه من أن يكون له وجه، أعوذ بالله سبحان من تنزه عن الأبعاض والأغراض وش بعد ؟
الطالب : والأعراض
الشيخ : والأعراض أنتم مجسمة أنتم مشبهة أنتم ممثلة أنتم ما قدرتم الله حق قدره
يا ناس اتقوا الله عز وجل نحن ما وصفنا الله إلا بما وصف به نفسه
قالوا : أبداً ليس لله وجه. والآية؟ قالوا المراد بالوجه الثواب ،كل شي يفنى إلا ثواب الله ،ففسروا الوجه الذي هو صفة كمال فسروه بشيء مخلوق بائن عن الله قابل للعدم والوجود ولا لا؟ الثواب قابل للعدم والوجود فهو حادث بعد أن لم يكن وجائز أن يرتفع لولا وعد الله ببقاءه لكان من حيث العقل جائزاً أن يرتفع أعني الثواب، فهل تقولون الآن إن وجه الله الذي وصف الله به نفسه هل تقولون إنه من باب المُمكن ولا من باب الواجب؟ إذا فسروه بالثواب صار من باب
الطالب : الممكن
الشيخ : الممكن الذي يجوز وجوده وعدمه ، ولكن نقول كيف يقول الله: (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) ثم نقول هو من الممكن بل هو من الواجب أزلاً وأبداً ثم نقول: يردُّ قولكم أولاً أنه مخالف لظاهر اللفظ فإن ظاهر اللفظ أن هذا وجه خاص وليس هو الثواب ثالثا أنه مخالف لإجماع السلف فما من السلف أحد قال إن المراد بالوجه الثواب وهذه كتبهم بين أيدينا مزبورة محفوظة أخرجوا لنا نصاً عن الصحابة أو عن أئمة التابعين ومن تبعهم بإحسان أنهم فسروا هذا التفسير ، لن يجدوا على ذلك سبيلا أبداً ثالثاً : نقول هل يمكن أن
الطالب : رابع
الطالب : ثالثاً
الشيخ : ثالثا نقول : هل يمكن أن يوصف الثواب بهذه الصفة العظيمة (( ذو الجلال والإكرام )) نعم يمكن ولا لا ؟
الطالب : لا
الشيخ : ما يمكن يعني لو قلنا مثلا جزاء المتقين ذو جلال وإكرام يجوز ولا لا ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا يجوز أبدا والله تعالى وصف هذا الوجه بأنه ذو الجلال والإكرام
طيب رابعاً نقول : ما تقولون في قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) فهل الثواب له هذا النور الذي يُحرق ما انتهى إليه بصر الله من الخلق؟ أبداً لا يمكن وبهذا عرفنا بطلان قولهم وأنه قول باطل وأنه الواجب علينا أن نُفسر هذا الوجه بما أراده الله به وهو وجه قائم به تبارك وتعالى موصوف بالجلال والإكرام فإن قلت هل كل ما جاء من كلمة الوجه مضاف إلى الله يراد به وجه الله الذي هو صفته؟ فالجواب هذا هو الأصل هذا هو الأصل (( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه )) (( وما لأحد عنده من نعمة تُجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى )) وما أشبهها من الآيات ، فالأصل أن المراد بهذا الوجه هو وجه الله عز وجل الذي هو صفة من صفاته، لكن فيه كلمة اختلف المفسرون فيها وهي قوله تعالى: (( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله )) (( أينما تُولوا )) يعني إلى أي مكان تُولوا وجوهكم (( فثَم )) أي فهناك وجه الله، قالوا إن المفسرين اختلفوا في هذه الآية فمنهم من قال إن الوجه بمعنى الجهة لقوله تعالى: (( ولكل وجهة هو موليها )) فالمراد بالوجه الجهة أي فثم جهة الله، أي فثم الجهة التي يقبل الله صلاتكم إليها نعم (( أينما تولوا )) إلى أي جهة فهي الجهة التي يَقبل الله تعالى صلاتكم إليها قالوا لأنها نزلت في حال السفر إذا صلى الإنسان النافلة فإنه يصلي حيث كان وجهه أو إذا اشتبهت القِبلة فإنه يتحرر ويصلي حيث كان وجه الله ولكن الصحيح أنه المراد بالوجه هنا وجه الله الحقيقي حقاً إلى أي جهة تتوجهون فثم وجه الله سبحانه وتعالى لأن الله محيط بكل شيء ولأنه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ( أن المصلي إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه ) ولهذا نُهي أن يبصق أمام وجهه لأن الله قِبل وجهه فإذا صليت في مكان لا تدري أين القبلة واجتهدت وتحريت وصليت وصارت القبلة في الواقع خلفك فالله أين يكون قبل وجهك حتى في هذه الحال وهذا معنىً صحيح موافق لظاهر الآية والمعنى الأول المعنى الأول لا يخالفُه في الواقع إذا قلنا فثم جهة الله وكان هناك دليل سواء كان هذا الدليل تفسير الآية بالوجه الثاني. أو كان الدليل ما جاءت به السنة فإنك إذا توجهت إلى الله في صلاتك فهي جهة الله التي يقبل الله صلاتك إليها من وجه وثم أيضاً وجه الله حقا وحينئذ يكون المعنيان لا يتنافيان هذا هو حاصل الكلام على إثبات وجه الله سبحانه وتعالى.
واعلم أن هذا الوجه العظيم الموصوف بالجلال والإكرام وجه لا يمكن الإحاطة به وصفا ولا تمكن الإحاطة به تصوراً بل كل شيء تقَدره فإن الله تعالى فوق ذلك وأعظم فوق ذلك وأعظم كما قال الله تعال : (( ولا يحيطون به علما )) والله أعلم
السائل : شيخ يقولون عن الحديث ..
الشيخ : أيها
السائل : لو ...
الشيخ : ايه
السائل : وش يقولون عنه
الشيخ : والله ما ادري وش جوابهم لكن جوابهم صعب سيكون سيكون صعبا نعم
السائل : شيخ بالنسبة للوجه وإطلاقه على الذات
الشيخ : على أيش ؟ إيش؟
السائل : ... الوجه والذات كليهما.
الشيخ : ايه ايه هذه إن شاء الله سنبحثها إن شاء الله في.