تفسير قوله تعالى:" إن في ذلك لعبرةً لمن يخشى " حفظ
يقول الله عز وزجل (( إن في ذلك لعبرة لمن يخشى )) (( إن في ذلك )) أي فيما جرى من إرسال موسى إلى فرعون ومحاورته إياه واستهتار فرعون به واستكباره عن الانقياد له عبرة،عبرة لمن؟ (( لمن يخشى )) أي يخشى الله عز وجل، فمن كان عنده خشية من الله وتدبّر ما حصل لموسى مع فرعون والنتيجة التي كانت لهذا ولهذا فإنه يعتبر ويأخذ من ذلك عبرة، والعبر في قصة موسى كثيرة ولو أن أحداً منكم انتدب ليجمع القصة من الآيات في كل سورة ثم يستنتج ما حصل في هذه القصة من العبر لكان جيداً فهل منكم أحد يقوم بذلك؟ نعم؟ نعم النتائج في خمسة عشر يوماً، في الإجازة؟ على كل حال إن وجدنا أحد قبلك فهو أحق وإلا فهو أنت، طيب الذي يأتي الأول فهو السابق إي ، يعني يأتي بالقصة كلها في كل الآيات، لأن السور في بعضها شيء ليس في البعض الآخر، فإذا جمعها وقال مثلاً يؤخذ من هذه القصة العظيمة العبر التالية ثم يسردها، يعني ليس لازما الأحكام الشرعية الفقهية هذه ما أريدها منكم لأن هذه يمكن تطول، لكن العبرة العبر كيف أرسلهم الله عز وجل إلى فرعون؟ كيف قال لهما (( فقولا له قولاً ليناً )). مع أنه مستكبر خبيث؟ وكيف كانت النتيجة؟ وكيف كان موسى عليه الصلاة والسلام خرج من مصر خائفاً على نفسه يترقب كما خرج الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة يترقب، وصارت النتيجة العاقبة للرسول عليه الصلاة والسلام ولموسى، لكن العاقبة للرسول بفعل الرسول وأصحابه، عذب الله أعداءهم بأيديهم، وعاقبة موسى بفعل الله عز وجل، فلما يجيب الإنسان العبر من هذا ما أريد أحكاما فقهية لا ، أريد عبرا يعتبر بها الإنسان يصلح بها نفسه وقلبه حتى يتبين الأمر. يصلح بها قلبه، يعني كلام العلماء يستعان بها على فهم المعنى والطريقة في الشرح،