تفسير قوله تعالى:" لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة " حفظ
يقول الله عز وجل: (( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة )): يعني ما كان الكفار من : (( أهل الكتاب )) و(( المشركين منفكين )) أي تاركين لما هم عليه من الكفر (( حتى تأتيهم البينة )). وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى، سموا بذلك لأن صحفهم بقيت إلى أن بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم مع ما فيها من التبديل والتحريف والتغيير، ولكن هم أهل الكتاب، إذا سمعتم في القرآن أهل كتاب فالمراد بهم من؟ اليهود والنصارى، فاليهود لهم التوراة، والنصارى لهم الإنجيل، أما المشركون فهم عبدة الأوثان من كل جنس من بني إسرائيل ومن غيرهم، يقول لم يكن هؤلاء (( منفكين )) أي تاركين لما هم عليه من الشرك والكفر ومنفكين عنه (( حتى تأتيهم البينة )) وما هي البينة؟ البينة ما يبين به الحق في كل شيء، فكل شيء يبين به الحق فإنه يسمى بينة، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( البينة على المدعي واليمين على من أنكر )، فكل ما بان به الحق فهو بينة، ويكون في كل شيء بحسبه، فما هي البينة التي ذكرها الله هنا؟