تفسير قوله تعالى:" ولم يكن له كفوا أحد " وبيان فضل هذه السورة، ومعنى حديث:" إنها تعدل ثلث القرآن " حفظ
(( ولم يكن له كفواً أحد )): أي لم يكن له أحد مساوياً في جميع صفاته، فنفى الله عنه سبحانه وتعالى، نفى عن نفسه أن يكون والداً، أو مولوداً، أو له مثيل. هذه السورة لها فضل عظيم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنها تعدل ثلث القرآن )، لكنها تعدله ولا تقوم مقامه، تعدل ثلث القرآن لكن لا تقوم مقام ثلث القرآن، بدليل أن الإنسان لو كررها في الصلاة الفريضة ثلاث مرات لم تكفه عن الفاتحة، مع أنه إذا قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله، لكنها لا تجزئ عنه، ولا تستغرب أن يكون الشيء معادلاً للشيء ولا يجزئ عنه، فها هو النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن من قال: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فكأنما أعتق أربعة أنفس من بني إسماعيل، أو من ولد إسماعيل ) ، ومع ذلك لو كان عليه رقبة كفارة، وقال هذا الذكر، لم يكفه عن الكفارة فلا يلزم من معادلة الشيء للشيء أن يكون قائماً مقامه في الإجزاء.