شرح قول المصنف : وقال الله عز وجل : (( يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم )) . حفظ
الشيخ : قال : " وقول الله عز وجل - يعني وباب قول الله عز وجل - : (( يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم )) " ويش بعدها آخر الآية؟
الطالب : (( ولا تقولوا )).
الشيخ : (( ولا تقولوا على الحق إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله )).
قوله : (( يا أهل الكتاب )) هذا نداء لأهل الكتاب وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى والكتاب هو التوراة والإنجيل.
(( لا تغلوا في دينكم )) أي لا تتجاوزوا الحد مدحا أو قدحا والأمر واقع كذلك بالنسبة لأهل الكتاب عموما فإنهم في عيسى بن مريم غلوا مدحا وغلوا قدحا من الذين غلوا مدحا؟ النصارى قالوا مدحا فجعلوا عيسى بن مريم ابنا لله وجعلوه ثالث ثلاثة. واليهود غلوا فيه قدحا وقالوا : إن أمه زانية وأنه ولد زنا قاتلهم الله والعياذ بالله فكل من الطرفين غلا في دينه وتجاوز الحد بين إفراط وتفريط. (( لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )) (( لا تقولوا على الله إلا الحق )) وهو ما قاله سبحانه وتعالى عن نفسه بأنه إله واحد أحد صمد هذا الذي قال عن نفسه (( لم يتخذ صاحبة ولا و لدا )).
(( إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله )) إنما المسيح يعني ما المسيح عيسى بن مريم نسبه إلى أمه ليقطع قول النصارى الذين يضيفونه إلى الله المسيح عيسى بن مريم رسول الله لا ابنَه لا ابنُه لكنه رسول إبطالا لقول اليهود إنه كذاب (( كلمته ألقاها إلى مريم )) إبطال لقوله إنه ابن زنا وفي قوله : ورسوله إبطال لقول النصارى إنه إله أي ورسوله (( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه )) كلمته التي ألقاها إلى مريم أن قال :كن فكان. وروح منه أي أن الله تعالى جعل عيسى ... من بني آدم من جسد وروح وأضاف الله تعالى روحه إليه تشريفا وتكريما مثل قوله تعالى لآدم : (( ونفخت فيه من روحي )) هذا للتشريف والتكريم (( فآمنوا بالله ورسله )) الخطاب لمن؟ لأهل الكتاب (( آمنوا بالله ورسله )) الذين آخرهم وخاتمهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم (( ولاتقولوا ثلاثة )) ويش معناها ثلاثة ؟ يعني ما تقولوا ثلاثة ويش معنى ثلاثة؟ يعني لا تقولوا إن الله ثالث ثلاثة (( انتهوا خيرا لكم )) انتهوا خيرا. ويش إعرابها؟ خبر ليكن المحذوفة يعني انتهوا يكن خيرا لكم.
(( ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم )) ويش بعدها؟
الطالب : ... .
الشيخ : نسيت الآخر. (( ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما هو إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا )) أي تنزيها له أن يكون له ولد تنزيها له أن يكون له ولد. وذلك لأنه مالك في السماوات والأرض ومن جملتهم عيسى ابن مريم (( وكان الله غنيا حميدا )) غنيا لا يحتاج إلى ولد يعقبه في خلقه وحميدا محمودا لكمال صفاته وعدم مشابهة الخلق له. الشاهد من هذه الآية قوله : (( لا تغلوا في دينكم )) نهى عن الغلو لأن الغلو يتضمن مفاسد كثيرة منها :
أنه تنزيل للمغلو فيه فوق منزلته إن كان مدحا وتحته إن كان قدحا.
ومنها : أنه يؤدي إلى عبادة هذا المغلو فيه كما هو الواقع من أهل الغلو.
ومنها : أنه يصدّ عن تعظيم الله سبحانه وتعالى لأن النفس كما تعلمون إما أن تنشغل بالباطل وإما بالحق وإذا انشغلت بالغلو بهذا المخلوق وإطرائه وتعظيمه تعلقت به ونسيت ما يجب لله تعالى من حقوق فهي ثلاث مفاسد للغلو.
ادعوا على عيسى.
الطالب : ... .
الشيخ : تنزيله فوق منزلته أو دونها إذا كان قدحا.
الطالب : أي دونها إذا كان قدحا.
الشيخ : طيب.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم. يعني أنه يوجب تعلق القلب بهذا المغلو فيه حتى ينسيه ذكر الله والقيام بطاعته. الثالث ؟ ما عاد جف القلم.
الطالب : ... .
الشيخ : هذا هو إذا انشغل بهذا ليصد عن سبيل الله.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم أنه يؤدي إلى عبادة هذا المخلوق الأول ... والثاني ...والثالث : يعبد من دون الله يؤدي إلى أن يعبد من دون الله.
المفسدة الرابعة : إذا كان المغلو فيه موجودا أنه يزهو بنفسه ويتعاظم ويعجب بها وهذه مفسدة تفسد المغلو فيه نعم هذا إن كان مدحا وإن كان قدحا توجب العداوة والبغضاء وقيام الحروب والبلاء بين هذا وهذا.
المهم أن الغلو له مفاسد عظيمة. ولهذا نهى الله عنه قال : (( لا تغلوا في دينكم )).
وقوله : (( في دينكم )) ما هو الدين؟ الدين تقدم أنه يطلق على العمل والجزاء والمراد به هنا العمل يعني لا تجعلوا عبادتكم غلوا نعم في المخلوقين وغيرهم هل يدخل في هذا الغلو في العبادات وإلا لا؟
نعم يدخل فيه. الغلو في العبادات يدخل في هذا مثل أن يرهق الإنسان نفسه بالعبادة ويتعبها فإن هذا قد نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام ومثل أن يزيد عن المشروع كأن يرمي بحجرات كبيرة مثلا أو يطيل الصلاة أو يأتي بأذكار زائدة أدبار الصلوات أو غير ذلك نعم؟ فهذا يعم الغلو في الدين من كل وجه نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أي مفاسد ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أكثر من المشروع.