.شرح قول المصنف : وقوله تعالى : (( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )) حفظ
الشيخ : وقوله تعالى : (( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت ))
(( قل )) : أي يا محمد رادا على هؤلاء اليهود والنصارى الذين اتخذوا دين الإسلام هزوا ولعبا قل لهم : (( هل أنبئكم )) أنبئكم بمعنى أخبركم والاستفهام هنا للتقرير للتقرير يعني أنا سأقرر عليكم هذا الخبر وقوله : (( بشر من ذلك )) شر هنا اسم تفضيل وأصلها أشر لكنها حذفت الهمزة منها تخفيفا لكثرة الاستعمال ومثلها كلمة خير ومثلها كلمة الناس مخففة من الأناس ومثلها كلمة الله مخففة من الإله.
وقوله : (( بشر من ذلك )) المشار إليه ايش؟ ما سبق قبل هذه الآية مما عاب به أهل الكتاب المسلمين.
وقوله : (( مثوبة عند الله )) مثوبة ويش إعرابها؟ تمييز تمييز لشر لأن شر اسم تفضيل فما بعده مما يبينه يعتبر تمييزا. ابن مالك يقول :
" اسم بمعنى من مبين نكره *** ينصب تمييزا بما قد فسره ".
فهنا شر شر في أي شيء؟ فسره بقوله : مثوبة والمثوبة من ثاب يثوب إذا رجع ويطلق على الجزاء أي بشر من ذلك جزاء عند الله.
وقوله : (( عند الله )) أي في علمه سبحانه وتعالى وفي جزائه عقوبة أو ثوابا في الخير.
وقوله : (( من لعنه الله )) من اسم موصول خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو من لعنه الله لأن الاستفهام انتهى عند قوله : (( مثوبة عند الله )) (( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله )) هذا الاستفهام.
الجواب : (( من لعنه الله )) فعلى هذا يكون من اسما موصولا خبرا لمبتدأ محذوف أي هو من لعنه الله. نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : لا. لا ما تكون لأن لأن الجواب مستقل عن السؤال نعم.
الطالب : شيخ الإشارة ... .
الشيخ : وين الإشارة؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي هذه علامة الاستفهام.
الطالب : الاستفهام.
الشيخ : إذا شفت هكذا في الخط فهو علامة استفهام.
الطالب : ... .
الشيخ : لا . علامة استفهام. التعجب يحطون خطا وتحته نقطة أو خطين وتحته نقطة.
قال : (( من لعنه الله )) لعنه طرده وأبعده عن رحمته لأن اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله.
(( وغضب عليه )) أحل عليه غضبه نعم أحل عليه غضبه.
(( وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )) والكلام على الغضب وكونه صفة من صفات الله تعالى الحقيقية وإنكار تحريفه إلى معنى الانتقام قد سبق الكلام فيه مرارا فلا حاجة إلى تكراره وذكرنا القاعدة العامة عند أهل السنة والجماعة بأن آيات الصفات وأحاديثها تبقى على ظاهرها اللائق بالله عز وجل ما تجعل من جنس صفات المخلوقين وإنما تكون على ما يليق بالله سبحانه وتعالى ولا تحرف فتنفى عن الله فلا نغلو في الإثبات ولا في النفي.
وقوله : (( وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )) نعم (( وجعل منهم القردة والخنازير )) القردة جمع قرد وهو معروف حيوان أقرب ما يكون شبها بالإنسان والخنازير هي جمع خنزير وهو ذلك الحيوان الخبيث المعروف الذي وصفه الله بأنه رجس (( أو لحم خنزير فإنه رجس )) من هؤلاء؟ الإشارة إلى من؟ إلى اليهود فإنهم لعنوا (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود )) وجعلوا قردة لقوله تعالى : (( كونوا قردة خاسئين )) وخنازير نريد آية تدل على هذا.
الطالب : ... .
الشيخ : اه؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما في غيرها؟ طيب. الآن ما أذكر الذي ينبغي إنكم ترجعون المعجم المفهرس للقرآن يمكن يبين فيه آيات ثانية طيب و قوله : (( غضب الله عليهم )) (( وغضب الله عليهم )) في أي آية؟ في قوله : (( غير المغضوب عليهم )) فإنهم اليهود كما هو معروف فإن الله غضب عليهم طيب.
وقوله : (( وعبد الطاغوت )) فيها قراءتان فيها عبدَ وفي الطاغوت.
القراءة التي الآن معروفة في المصحف (( وعبدَ الطاغوتَ )) على أنه فعل ماض معطوف على قوله : (( لعنه الله )) معطوف على قوله : (( لعنه الله )) أي من عبد الطاغوت (( لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )) يعني ومن عبد الطاغوت فيكون معطوفا على صلة الموصول في من لعنهم وإنما لم يعد من مع طول الفصل لأن هذا ينطبق على موصوف واحد ولو أعيدت من وقيل : ومن عبد الطاغوت لكان يتوهم أنهم جماعة آخرون وهم وهم جماعة واحدة على هذه القراءة نقول عبد فعل ماضي والفاعل مستتر نعم جوازا تقديره هو يعود على من؟ على الضمير في قوله : (( لعنه )) ... وبهذا نعرف اختلاف الفاعل في صلة الموصول وما عطف عليه خليكم معنا الفاعل في صلة الموصول وما عطف عليه مختلف لأن الفاعل في صفة الموصول من؟ الله من لعنه الله والفاعل في هذا المعطوف من؟ نعم يعود على الهاء الذي هو المفعول يعود على المفعول لا على الفاعل واضح يا جماعة؟ طيب. نعم. ... يجوز على من.
وقوله القراءة الثانية : (( وعُبُدَ )) وعبد تقرأ (( وعبد الطاغوت )) ولكنها تكون بالكسر للإضافة عبد مضاف والطاغوت مضاف إليه عبد الطاغوت وهي قيل اسم جمع لعبد وقيل إنها مفرد وعلى كل فالمراد بها عابد الطاغوت عابد الطاغوت ففيها الآن قراءتان (( عبد الطاغوت )) وأما الطاغوت فهي بالكسر في كل حال.
الطاغوت هذا واحد والثاني وعبُد وعبد الطاغوت عبُد بفتح العين وبضم الباء إذن الفرق بين القراءتين في عبد الفتح متفق فتح العين متفق والباء مختلف والدال متفق فإذن الخلاف في الباء فقط فهي على قراءة الفعل مفتوحة وعلى قراءة الاسم مضمومة عبُد الطاغوت.
الطاغوت : مختلفة على القراءتين على قراءة الفعل في عبد تكون مفتوحة وعلى قراءة الاسم تكون مكسورة بالإضافة نعم. وقوله.
الطالب : ... .
الشيخ : ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : عبدة؟
الطالب : الطاغوتِ.
الشيخ : لا غلط بس الخلاف في الباء فقط إما بضمها أو فتحها.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : بضم العين؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا هذه ما هي بسبعية ذكروا فيها أربع وعشرين قراءة تركيب عبد مع الطاغوت بالتركيب الأكثر شاذ السبعيات منها (( عبَد الطاغوتَ )) أو (( عبُد الطاغوتِ )) هاتين سبعيتان والباقيات قراءة شاذة ما هي من السلف. طيب.
الطاغوت قلنا إنه ما تجاوز به الإنسان حده من معبود أو متبوع أو مطاع حتى طاعة الأمراء أو العلماء في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله تعتبر من عبادتهم.