بيان زيغ أهل البدع في باب القدر . حفظ
الشيخ : إذن عرفنا القدر الآن أو أخذنا عنه فكرة جيدة إن شاء الله تعالى نسأل الله أن ينفع بها ، وبهذا نعرف أن إنكار القدر ضلال مبين وأما الغلو في إثباته أيضا ضلال مبين وأما طريق النور الوسط وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة ، وبهذه المناسبة نود أن نقول أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجزاه عن الإسلام خيرا ذكر أن أهل السنة والجماعة وسط بين فرق المبتدعة في خمسة أصول ، الله أكبر ..
السائل : فلا يقع الأمر إلا بمشيئة الله كما قال الشافعي ...
الشيخ : طيب إذن نقول إذا أثبتم أن الإنسان مستقل بعمله فقد أثبتم وجود شيء في ملك الله لا يريده الله وهذا إشراك به ، ولهذا سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه القدرية سماهم مجوس هذه الأمة ، هذه واحدة
ثانيا نقول لهم والمراد به ... غلاتهم نقول هل تقرون بعلم الله ؟ سيقولون نقر نعم ، فنقول هل وقع هذا الشيء على خلاف معلومه والا على وفق معلومه ؟ إن قالوا على خلاف معلومه فقد أنكروا العلم وإن قالوا على وفقه فقد أقروا أنه بإرادته لأنه معناه أنه أوقعه الله على ، لأنك أنت الإنسان ما تعلم ما أراد الله ما تعلم فإذا وقع على مقتضى علم الله كان ذلك بتقديره لأنك أنت حينما فعلت لا تعلم أن الله عز وجل قدّر لك ذلك ، أما الجبرية
السائل : ما اتضحت
الشيخ : نعم ؟
السائل : ما اتضحت
الشيخ : نقول هل ما وقع منه على وفق معلوم الله والا على خلافه ؟ إن قال على خلافه أنكر العلم وإن قال على وفقه نقول هذا دليل على أنه بإرادته
السائل : ...
الشيخ : كيف ذلك ؟ نقول لأنك أنت حينما فعلت ما تعلم أن الله تعالى أراد ذلك فجعلته موافقا لمعلومه وإنما جرى على وفق معلوم الله تعالى بإرادة الله فيكون هذا دليلا على أنك على ان ما فعلت فهو مراد لله عز وجل ، وعلى هذا قول الشافعي المشهور : " ناظروهم بالعلم فإن أنكروه كفروا وإن أقروا به خصموا " ، بالنسبة للجبرية عندهم أدلة عندهم أدلة ما هي أدلة الجبرية ؟ أنت
الطالب : قوله تعالى (( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ))
الشيخ : طيب (( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )) فنفى الفعل عن النبي وأثبته لله هذه واحدة
الطالب : قوله تعالى (( ليس لك من الأمر شيء ))
الشيخ : (( ليس لك من الأمر شيء ))؟
الطالب : نعم
الشيخ : وجه الدلالة ؟
الطالب : أن الأمر ليس بيدك تصرف به أنت مجبر فالأمر كله بيد الله
الشيخ : ما هو بواضح ، نعم
الطالب : (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ))
الشيخ : (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله )) ، توافقون على هذا الدليل ؟
الطالب : نعم
الشيخ : نعم
الطالب : (( ومن يرد الله أن يهديه ))
الشيخ : (( ومن يرد الله أن يهديه ))
الطالب : (( يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ))
الشيخ : (( ضيقا حرجا ))، طيب
الطالب : (( ... إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم ))
الشيخ : نعم هذه الأدلة ومن الأدلة أيضا أدلة إخوانهم المشركين أدلة إخوانهم المشركين، (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء )) صحيح كلامهم ؟ أي لو شاء الله ما أشركنا ولكنه شاء أن نشرك فأشركنا إجبارا ، ولكن هذه قلنا فيما سبق أن هذه كلمة حق أريد بها باطل صحيح لو شاء الله ما أشركوا كما قال تعالى (( ولو شاء الله ما أشركوا )) ولكن هم ما أرادوا هذا أرادوا بذلك الاحتجاج على المعاصي بالقدر وإلا لو قالوا والله هذا بقضاء الله وقدره والذي أصابنا هذا بقضاء الله وقدره لكان لهم وجه ، وقد أبطل الله حجتهم هذه بقوله (( كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا )) وما كان الله تعالى ليذيقهم بأسه وهم على حق وصواب فيما قالوا ، طيب فيه أيضا أدلة عقلية للجبرية ؟
الشيخ : نعم أدلة عقلية
الطالب : قالوا لو قلنا بأن العبد ... للزم من هذا إثبات خالقين ، والخالق واحد فالعبد يخلق فعله والله يخلق العبد فهذان خالقان
الشيخ : أي يعني لو قلنا أن الإنسان مختار لو قلنا أن الإنسان مختار لزم أن يكون في ملك الله عز وجل ما لا يريده بل يكون مستقل ، وهذا إذا كانوا يجاوبون من ؟ القدرية هذا صحيح كلامهم في الرد على القدرية ، فإذن بماذا نرد عليهم بالأدلة النقلية والعقلية نعم
الطالب : نقول لو لكان كلامكم صحيح
الشيخ : نعم
الطالب : لكان إرسال الرسل عبث وهذا يستحيل أن يرسل الله سبحانه وتعالى الرسل عبثا
الشيخ : كيف ذلك ؟
الطالب : لأن إذا قلتم أن الإنسان مجبور
الشيخ : نعم
الطالب : على عمله فمعنى ذلك أن طاعة الرسل ما فيها ...
الشيخ : أي ، يعني أن إرسال الرسل لا تقوم به الحجة لأن القدر لا يزال موجودا حتى بعد إرسال الرسل ، وقد نفى الله عز وجل الحجة بعد إرسال الرسل فقال (( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )) ولو كان الإنسان مجبرا لقال يا رب وماذا تريد من الرسل نعم، هذا دليل نعم ...
الطالب : لو قلنا بالإجبار ..
الشيخ : لا لا نريد لو قلنا نريد أدلة ما هو تعليل
الطالب : دليل عقلي
الشيخ : لا لا ما بعد وصلنا إلى العقل نعم
الطالب : قوله تعالى (( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة )) ...
الشيخ : لا هذا في الرد عليهم ، لا ، نريد إثبات حجتهم ما هو هذا الذي نريد ؟
الطالب : لا ، الرد عليهم
الشيخ : آه أحسنتم إذن هات اللي عندك
الطالب : قوله تعالى (( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة )) فأثبت للعبد إرادة
الشيخ : صح ، وكذلك قوله (( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) طيب بماذا نرد عليهم بالأدلة العقلية ؟
الطالب : نقول أن هناك فرق يعلم بالضرورة بين الأفعال الاختيارية واللا اختيارية
الشيخ : نعم
الطالب : وأنه لو قلنا يعني أن هذا وهذا سواء لما كان هناك فرق بين المطيع والعاصي
الشيخ : نعم
الطالب : ولكان من العبث أن يجازى هذا وأن يعاقب هذا ولكان هذا طعن في حكمة الله عز وجل
الشيخ : نعم ، كذا ؟ سمعتم الآن ؟ يقول لو قلنا بكلامهم هذا وأن الإنسان مجبر على العمل لم يكن هناك فرق بين المطيع والعاصي ولم يستحق المطيع الثواب ولا العاصي العقاب
الشيخ : نعم
الطالب : مع أنهم كل منهم يستحق جزاء عمله ، وهناك فرق يعلم بالضرورة بين الأشياء التي يفعلها الإنسان باختياره والأشياء التي يفعلها مجبرا عليها ، فواحد مثلا يقود السيارة وجاء على الجدار وصدم هذا السياج وواحد غصب عليه انفلتت منه السيارة وعجز عن قيادتها ، بينهم فرق والا لأ ؟ وبين واحد ينزل من الدرج باختياره درجة درجة وواحد دفعه شخص من أعلى حتى أيش حتى أيش ؟
الطالب : تكسر
الشيخ : لا ما تكسر لو تكسر ما مشى لا ، حتى تدحرج فبينهما فرق والا لأ ؟ كلٌ يعلم ذلك وكل يعرف أيضا أن الإنسان يذهب ويجيء ويقوم ويقعد ويصلي ويصوم ويزكي ويدع هذه الأشياء باختياره ما يرى أن أحدا أجبره ، نعم
الطالب : دليل عقلي
الشيخ : نعم
الطالب : لأنهم هم لا يعفون عمن أساء إليهم ، لو صفعه صافع
الشيخ : نعم
الطالب : لطلب حقه
الشيخ : نعم
الطالب : ولو احتج بالقدر ما رضي
الشيخ : أي نعم كذلك هم أيضا ما يقولون بهذا ، لو أن واحدا منهم صفعه صافع من الناس وقال ليش تعتدي علي ؟ قال والله هذا بالقضاء والقدر ، يرضى ؟ ما يرضى لكن لو أنه ... الثاني هذا المظلوم ... يقول أي هذا بالقضاء والقدر ، ولهذا يقال أن أمير المؤمنين عمر رفع إليه سارق وثبتت عليه السرقة فأمر بقطع يده فقال مهلا يا أمير المؤمنين والله ما سرقت إلا بقدر الله فقال له أمير المؤمنين نحن لا نقطع يدك إلا بقدر الله أيضا ، صح والا لأ ؟ وأمير المؤمين رضي الله عنه أجابه بمثل دليله وإلا هناك أيضا دليل آخر أقوى من دليل ذاك ، لأننا نحن نقطعه بقدر الله وشرع الله وهو يسرق بقدر الله لا بشرع الله نعم.