.شرح قول المصنف : وفيه عن ابن مسعود : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ، ويمينه شهادته ) . وقال إبراهيم : ( كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار ) . حفظ
الشيخ : ... " وفيه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) " نقول في هذا ما قلنا في الأول إلا أن قوله : ( خير الناس ) واضح في أن قرن الرسول صلى الله عليه وسلم خير الناس وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الحواريين الذين هم أنصار عيسى عليه الصلاة والسلام وأفضل من النقباء السبعين الذين اختارهم موسى صلى الله عليه وسلم
قال: ( ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينُه شهادته ) ( يجيء قوم ) يعني بعد هذه القرون الثلاثة ... أربعة ...
الطالب : ...
الشيخ : إي نعم
الطالب : ...
الشيخ : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) كذا؟
الطالب : نعم
الشيخ : اللي عندكم هكذا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : أنا عندي مرتين فقط، وهو الصحيح نعم ( ثم يجيء قوم تَسبق ) إي نعم مرتين ( ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينُه شهادته ) ما معنى هذه الجملة؟ ( يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينُه شهادته ) اختلف فيها الشراح على وجهين :
الوجه الأول : أنهم لقلة الثقة بهم لا يَشهدون إلا بيمين ولا يحلفون إلا بيمين لقلة الثقة بهم، فيقول مثلا أشهد أن لفلان على فلان كذا وكذا ثم يقول : والله إني لصادق لأنه تكثر فيهم الخيانة فيؤكدون شهاداتهم بالأيمان أو يقول والله إني لأشهد أن لفلان على فلان كذا وكذا فبالصيغة الأولى تقدمت الشهادة على اليمين وفي الثانية تقدمت اليمين على الشهادة هذا وجه
الوجه الثاني : أنه كِناية عن كون هؤلاء لا يُبالون بالشهادة ولا باليمين حتى تكون الشهادة واليمين في حقهم كأنهما متسابقان كفرسي رهان يسبق هذا تارة وهذا تارة ، لمبادرتهم بالأيمان وبالشهادات فهم لا يتحرون لا في اليمين ولا في الشهادة وعلى هذا فيكون المعنى كِناية عن تساهلهم في نعم ، في الأيمان والشهادة لا يبالون وقد سبق لنا أن النصوص إذا كانت تحتمل معنيين لا يتنافيان ها فإنه يحمل عليهما جميعاً، يُحمل عليهما جميعا يعني على المعنيين أو الثلاث أو الأربع ، وإذا كان المعنى لا يَحتمل إلا واحدا فيُنظر إلى الراجح يُنظر إلى الراجح فيرجح وعلى كل حال فهذا يدل على أن القرن الذي يكون بعد القرون الثلاثة يجيء فيه هؤلاء القوم وليس المعنى أن كل أصحاب القرن على هذا الوصف لأن قال : ( يجيء قوم ) ولم يقل ثم يكون الناس وأظن الفرق واضح بين اللفظين نعم ، ثم إن هذه الأفضلية أفضلية من حيث العموم والجنس ولا يعني ذلك أنه لا يوجد في تابعي التابعين من هو أفضل من التابعين أو أنه لا يوجد في التابعين من هو أعلم من بعض الصحابة أما فضل الصحبة فلا أحد يمتاز به غير الصحابة ولا أحد يسبقهم فيه وأما العلم والعبادة فقد يكون من بعد الصحابة يكون في من بعد الصحابة من هو أعلم منهم أكثر من بعضهم علماً وعبادة وعلى هذا فالتفضيل باعتبار العُموم والجنس كما لو قلت الرجال خير من النساء هل معنى ذلك أن كل فرد من أفراد الرجال أفضل من كل فرد من أفراد النساء ؟
الطالب : لا
الشيخ : ها لا، لأنه وجد في ... النساء من الأفراد من هو أفضل من كثير من الرجال وخير من كثير من الرجال، فالتفضيل هنا باعتبار
الطالب : العموم
الشيخ : العموم والجنس
ثم قال المؤلف رحمه الله : " وقال إبراهيم " إبراهيم النخعي وهو من التابعين وهو من الفقهاء من فقهاء التابعين ، لكنه كما قال شيخ الإسلام بن تيمية في الحديث ليس إلى ذاك ، هو جيد في الفقه يعني يقول يبغلب عليه التفقه على الحديث، وإن كان هو من رواة الحديث ومن المحدثين لكنه يغلب عليه الفقه أكثر، فهو رجل ذو فقه
" وإن كانوا يضربوننا على الشهادة ونحن صغار"
الطالب : والعهد
الشيخ : والعهد أي نعم " يضربوننا على الشهادة والعهد " كانوا الضمير يعود على من
الطالب : الآباء
الشيخ : أولياء الأمور هذا هو الظاهر لأن التأديب لولي الأمر " يضربوننا على الشهادة "يعني إذا شهدنا يضربوننا عليها إن شهدنا زورا أو إذا شهدنا ولم نؤدها، يضربوننا عليها ونحن صغار لماذا لأجل أن يتربوا على الصدق والتثبت وقولُه " والعهد " العهد فيما بيننا يعني ، الإنسان إذا عاهد أخاه لا بد أن يوفي به فيضربونهم عليه وهم صغار للتأديب يُستفاد من هذه الجملة من إبراهيم رحمه الله أن الصبي تُقبل منه الشهادة، ... وهم صغار ... ولا لا ؟ وهذا محل خلاف بين أهل العلم فمنهم من يقول يُشترط لقبول الشهادة أن يكون بالغاً عاقلاً مهو لتحملها، لقبولها أي للأداء.