شرح قول الناظم: فحي على جنات عدن فإنها ... منازلك الأولى وفيها المخيـــــــــــــــــم ولكننا سبي العدو فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا فنسلــــــــــــــــــــم وقد زعموا أن الغريب إذا نأى ... وشطت به أوطانه فهو مغــــــــــــــرم وأي إغتراب فوق غربتنا التي ... لها أضحت الأعداء فينا تحكــــــــــــم وحي على روضاتها وخيامها ... وحي على عيش بها ليس يســــــــــــأم ( الكلام على الجنة وصفتها وسبب تسميتها بجنة عدن، وهل الجنة التي أخرج منها آدم هي جنة عدن ؟) حفظ
الشيخ : ثم قال: " فحيَّ على جنات عدن فإنها *** منازلك الأولى وفيها المخيم "
الطالب : ...
الشيخ : اه
الطالب : ...
الشيخ : ... ما بعندك؟
الطالب : ...
الشيخ : ... يعني ايه انا بقرأ ...
" فحيَّ على جنات عدن فإنها *** منازلك الأولى وفيها المخيم "
حي : أقبل . وجنات العدن : جنات الإقامة ،وسميت بذلك لأن المقيم فيها لا يبغى عنها حولا. في هذه الدنيا في أي قصر نزلت ترى قصرا أحسن منه فتقول ليت هذا لي ، وتطلب الرحيل إن تيسر لك. لكن في الجنة أبدا لا تتمنى منزلة غير منزلتك (( لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا )) ولا يرى أن غيره أنعم منه. ولهذا سميت جنات عدن أي إقامة فلا موت ، ولا مرض ، ولا سآمة ولا نظر إلى الغير .
يقول : " منازلك الأولى " ! كيف هي منازلي الأولى ؟ لأن آدم أخرج من الجنة. وهذا دليل على أن المؤلف رحمه الله يرى أن الجنة التي أخرج منها آدم هي جنة الخلد هي جنة الخلد. وهذا أحد القولين للعلماء. والخلاف فيها مشهور ، والراجح انها هي جنة الخلد والراجح انها جنة الخلد. ولكن آدم عليه الصلاة والسلام لحكمة أرادها الله عز وجل حصلت منه المخالفة فأُخرج منها. لكن أتدرون أن هذه المخالفة فيها مصلحة لآدم ولبني آدم. لو لم ينزل من الجنة ما صار هناك ابتلاء وامتحان. لكان كل الناس في الجنة إن كان الله تعالى قد قدر له ذرية ، ولو لم ينزل ما حصل له هذا الوصف العظيم (( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ )) الاجتباء والاصطفاء متى حصل ؟ بعد أن عصى ربه فتاب. وهذه منزلة رفيعة حصّلها بعد ذلك. فالله عز وجل حكيم في ما قدره على آدم فكان مصلحة له ومصلحة لذريته.
قال : " ولكننا سبي العدو فهل تُرى *** نعود إلى أوطاننا فنُسلم ُ"
من العدو الذي سبانا ؟ الشيطان. هو الذي تسبب يا عادل بإخراج آدم من الجنة لأنه الخبيث وسوس لآدم وساوس عظيمة (( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ )) أتى بإقسامات عظيمة يقول أنا ناصح (( إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ )) وقَالَ : (( يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى )). سبحان الله ! والإنسان بشر. بهذه الإقسامات العظيمة وهذه، وهذا الغرور وهذه الزخرفة شجرة خلد وملك لا يبلي حصل ما حصل فكان الله على كل شيء قدير. نعم.
يقول : " ولكننا سبي العدو فهل تـــرى *** نعود إلى أوطاننا فنسلم
وقد زعموا أن الغريب إذا نــَـــأى *** وشطت به أوطانه فهو مؤلم
وأي اغترب فــــــــوق غربتنا التي *** لها أضحت الأعداء فينا تحكمُ "

يعني زعم الناس كذبا وإلاحقيقة ؟ حقيقة ، الزعم هنا ليس معناه الكذب. الغريب إذا بعـد وشطت به أوطانه يتألم وإلا لا ؟يتألم ولا يقر له قرار حتى يرجع إلى وطنه. إلى وطنه فهل نحن غرباء عن وطننا الأول الجنة؟
الجواب : نعم غرباء وتتلقفنا الأعداء.
ولهذا قال : " أي اغتراب فوق غربتنا التي *** لها أضحت الأعداء فينا تحكَّمُ "
قال النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمر : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) بعد أن أخد بمنكبيه أو بمنكبه فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ). وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : ( إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ) لاتقول أعمل إن شاء الله في المساء معي وقت أتوب إلى الله في المساء معي وقت ! لا تقول هكذا. إذا قلت هكذا ذهب عنك الوقت ( وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) مادمت صحيحا اغتنم لأنك ربما تمرض مادمت حيا اغتنم فإنك ستموت كل حي فسيموت (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )).
قال : " وحيَ على روضاتها وخيامها *** وحيَ على عيشٍ بها ليس يُسأم ُ"
يعني أقبل إلى جنات عدن روضاتها وخيامها نعم وعيش لا يسأم فيها ولا يُمل ، روضاتها لها غراس ما هي ؟ سبحـان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكـبر. كم من شجرة؟ سبحـان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكـبر. سبحـان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكـبر. كل واحدة فيها شجرة بدون تعب وبدون سأم وغرس ناجح وإلا ربما يموت ؟ ناجح. ناجح ما يموت نحن الآن نتكلف على غرس شجيرة صغيره كلافة في إحضارها وفي تهيئة المكان لها وفي سقيها. وربما يأتيها إعصار فيحرقها. أليس كذلك؟ وربما نموت قبل أن تصلح فتفوت.
أما الجنة نسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهلها فليست كذلك .