معنى قول الناظم: لكن حقيقة قولهم وصريحه..وهو الرد على القائلين بأن الفعل هو المفعول حفظ
الشيخ : يقول:
" لكن حقيقة قولهم وصريحه *** تعطيل خالق هذه الأكوان
عن فعله "

يعني: إذا قلنا إن المفعول هو الفعل، لزم من هذا تعطيل الله عن الفعل، صح؟ لأنه ليس في الله وصف هو الفعل، لأن الفعل، لو قدرنا إن الفعل غير مفعول متجدد على هذا التقدير، والله تعالى يمتنع أن تتعلق به الحوادث لأنه لو تعلقت به الحوادث لزم أن يكون حادثا، إذا قلتم هكذا لزم ألا يكون لله فعل، لأنكم تقولون إن الفعل هو عين المفعول، مثلا السماوات، يقولون الله ما له فعل هو الخلق، بل له مفعول وهو السماوات، أما أن هناك فعل خلق به السماوات لا، بل فعله هو عين المفعول، لئلا تقوم الحوادث بالله، لأن قيام الحوادث بالشيء تجعله حادث،ا أنتم عرفتم المذهب الآن؟ اعرفوا المذهب أولا تصوروه، هذا الأصل، يقولون: إن الفعل عين المفعول، ففعل الله يعني مفعوله، وليس لله فعل يقوم به ليش؟ لأنه لو كانت الأفعال تقوم به لكان محلا للحوادث، وإذا كان محلا للحوادث لزم أن يكون حادثا، وحدوث الله ممتنع، شف كيف؟
إذن يقول ابن القيم: إذا جعلتم الفعل عين المفعول فلازمه ألا يكون لله فعل، لأن المفعول مخلوق منفصل عن الله، ما هو من صفاته، المخلوق منفصل عن الله ليس من صفاته، فيلزمكم على تقديركم هذا ألا يكون لله فعل، طيب.
هل يمكن أن نرد عليهم بقولهم لو قام به فعل لكان محلا للحوادث وما قامت به الحوادث فهو حادث؟
نعم، رددنا عليهم فيما سبق، قلنا: لا يلزم من قيام الحوادث به أن يكون حادثا، لأن الفاعل متقدم على فعله، ونحن الآن نفعل اليوم شيئا ونحن قد خلقنا قبل ذلك بسنوات، فالله تعالى يفعل الشيء، ويحدث الشيء، ويقوم الفعل الحادث به، وهو ليس بحادث، وهذا شيء ظاهر ما في إشكال، يعني كلامهم هذا غير صحيح.
" فعلى الحقية ما له فعل إذ *** المفعول منفصل عن الديان "
طيب.