التاسعة والستون ان للذكر من بين الاعمال لذة لا يشبهها شئ فلو لم يكن للعبد من ثوابه الا اللذة الحاصلة للذاكر والنعيم الذي يحصل لقلبه لكفي به ولهذا سميت مجالس الذكر رياض الجنة قال مالك بن دينار وما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل فليس شئ من الاعمال اخف مؤنة منه ولا اعظم لذة ولا اكثر فرحة وابتهاجا للقلب # السبعون انه يكسو الوجه نضرة في الدنيا ونورا في الاخرة فالذاكرون انضر الناس وجوها في الدنيا وانورهم في الاخرة ومن المراسيل عن النبي قال من قال كل يوم مائة مرة لا اله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شئ قدير اتى الله تعالى يوم القيامة ووجهه اشد بياضا من القمر ليلة البدر # الحادية والسبعون ان في دوام الذكر في الطريق والبيت والحضر والسفر والبقاع تكثيرا لشهود العبد يوم القيامة فان البقعة والدار والجبل والارض تشهد للذاكر يوم القيامة قال تعالى{ اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها وقال الانسان مالها يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها} # فروى الترمذي في جامعه من حديث سعيد المقبري عن ابي هريرة قال قرا رسول الله هذه الاية ^ {يومئذ تحدث اخبارها} ^ اتدرون ما اخبارها قالوا الله ورسوله اعلم قال فان اخبارها ان تشهد على كل عبد أو امة بما عمل على ظهرها تقول عمل يوم كذا كذا وكذا قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح والذاكر لله عز وجل في سائر البقاع مكثر شهوده ولعلهم او اكثر هم ان يقبلوه يوم القيامة يوم قيام الاشهاد واداء الشهادات فيفرح ويغتبط بشهادتهم . حفظ