الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة . حفظ
من فوائد هذه الآية الكريمة: أن من المشروع أن يذكر الإنسان نعمة الله . وهل ذلك واجب أو مستحب ؟ في ذلك تفصيل ، إن عدى عدم ذكرها إلى نسيان الواجب كان ذكرها واجبا مثل أن يرى نفسه أن قد شطحت وأبعدت عن فعل المأمور وترك المحظور فليذكرها الله يقول مثلا: اذكري يا أيتها النفس نعمة الله عليك بالعافية ، بالصحة ، بإرسال الرسل ، بإنزال الكتب ، ببيان الحق، وما أشبه ذلك . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات أن لله تعالى علينا نعمة ، وهو أمر لا يحتاج إلى برهان ، ولكن هل النعمة تكون للمؤمن والكفار أم للمؤمن وحده ؟
نقول: أما النعمة العامة التي يشترط فيها الإنسان والهائم فهي للمؤمن والكافر ، الكافر يتمتع بنعمة الله كما تتمتع بالبهيمة ، وأما النعمة الخاصة التي هي نعمة الله تعالى على العبد بالإيمان والعلم فهذه خاصة للمؤمن . فإذا سأل سائل: هل لله نعمة على الكافر ؟ فقل في ذلك تفصيل ، أما النعمة العامة فنعم (( وما بكم من نعمة فمن الله )) وأما النعمة الخاصة فإنه لا يدخل فيها الكافر لأنها خاصة بالمؤمنين . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه يجب على الإنسان أن يذكر الميثاق الذي واثق الله عليه ، وهو العهد بالسمع والطاعة . فإذا قال قائل: نحن لا نذكر هذا الميثاق ؟ قلنا هذا الميثاق يكون عقده بالقول ويكون بالفعل ، عقد الميثاق يكون بالقول والفعل ، أما بالقول فإننا لا نستحضر حتى لو صح الحديث : ( أنا الله أخرج ذرية آدم من ظهره وأخذ عليهم العهد والميثاق ) وأما بالفعل فنعم وثابت وذلك بما فضل الله عليه الإنسان من التوحيد والاعتراف بالله عزوجل، وكذلك أيضا بما أعطاه من العقل الذي يميز به بين الحق والباطل ، والصدق والكذب ، وهذا ميثاق نقول ميثاق بأيش ؟ بالفعل يعني أنك لا تستحضر أنك عاهدت الله عزوجل بالقول لكن بما أعطاك من العقل والفطرة صار ذلك عهدا . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن السمع المجرد لا يغني شيء ، لابد أن يكون سمعا واستجابا ، أما مجرد السمع فلا ، وذلك لقوله: (( سمعنا وأطعنا )) ويدل لهذا قول الله تبارك وتعالى: (( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )) نفى الله عنهم السمع لأنهم لم يأتوا بفائدة السمع وهي الطاعة ، فعلى هذا لا يكفي مجرد السمع ، بل السماع حجة العبد ، فعليه عند السماع أن يمتثل . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: فضيلة التقوى ، وأنها مبنية على تذكر العهد والميثاق ، لقول الله تعالى: (( واتقوا الله )) وقد قلنا إن أجمع كلمة في معنى التقوى أيش ؟ هي اتخاذ وقاية من عذاب الله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه على علم وبصيرة . ومن فوائد الآية الكريمة: تحديد من خرج عن التقوى ، لقول الله تعالى: (( إن الله عليم بذات الصدور)) . ومن فوائدها: أن التقوى محلها القلب ، لقوله: (( إن الله عليم بذات الصدور )) يعني فاجعلوا مدار التقوى على أيش ؟ على القلوب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) نسأل الله أن يصلح قلوبنا جمعيا . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: عموم علم الله تعالى ، وأنه شامل لما ظهر وما بطن ، وجه الدلالة ؟ عموم العلم لأنه أخبرنا بأنه عليم بذات الصدور فيقتضي أنه كان عالما بالظاهر والباطن .