تفسير قوله تعالى : << ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون >> من سورة البقرة حفظ
(( ثم عفونا عنكم )) أي تجاوزنا عن هذا الفعل ورفعنا عنكم العقوبة (( لعلكم تشكرون )) أي لأجل أن تشكروا ، ولعل هنا للتعليل وكما أسلفنا من قبل ترد لعل لعدة معاني ، منها التعليل وذلك كثير في القرآن الكريم ، ومنها الرجاء، ومنها التمني، ومنها الإشفاق والخوف ، ومنها التوقع، وكل هذا يعرف بالسياق . وقوله: (( لعلكم تشكرون )) الشكر هو العمل الصالح هكذا جاء في القرآن ، دليله قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا )) وقال في المؤمنين: (( كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله )) ) وهذا يدل على أن الشكر هو العمل الصالح وهو كذلك لاشك فيه ، واعلم أن الشكر لا يكون إلا في مقابلة إحسان بخلاف الحمد ، الحمد يكون لكمال المحمود والإفضال المحمود فسببه أعم من الشكر، ولكن الشكر أعم من الحمد من حيث تعلقه بالقلب واللسان والجوارح كما قال القائل:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والمضير المحجبا