قال الله تعالى : << فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا >> حفظ
(( فَانطَلَقَا )) انطلقا منين ؟ من السفينة بعد أن أرست على الميناء (( حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ )) هنا قال : (( حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ )) ولم يقل : قتله ، وفي السفينة قال : (( خرقها )) ولم يقل : فخرقها ، لأن قتل النفس تأنى فيه قليلاً يعني كأن شيء حصل قبل القتل فقتله ، الغلام الصغير ، موسى عليه السلام ما صبر (( قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً )) وفي قراءة (( زاكية )) (( بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا )) قوله : (( زكية )) لأنه غلام صغير والغلام الصغير تكتب له الحسنات ولا تكتب عليه السيئات إذاً فهو زكي ، لأنه صغير فلا تكتب عليه السيئات وتكتب له الحسنات (( بغير نفس )) يعني أنه لم يقتل أحداً حتى تقتله ، ولكن فلو أنه قتل هل يقتل أو لا ؟ في شريعتنا لا يقتل ، غير المكلف لا يقتل بالعمد لأنه لا عمد له ، (( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا )) هذه العبارة أشد من العبارة الأولى ، الأولى ماذا قال ؟ (( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا )) لكن هنا قال : (( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا )) أي منكراً عظيماً أن تقتل نفس ، والفرق بين هذا وهذا أن خرق السفينة قد يكون به الغرق وقد لا يكون وهذا اللي هو حصل لم تغرق السفينة ، وأما قتل النفس فهو منكر حالاً ما فيه احتمال (( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ))