القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " والأحاديث الموافقة لهذا كثيرة في بيان أن سنته التي هي الاقتصاد : في العبادة، وفي ترك الشهوات ؛ خير من رهبانية النصارى، التي هي : ترك عامة الشهوات من النكاح وغيره، والغلو في العبادات صوما وصلاة . وقد خالف هذا - بالتأويل ولعدم العلم - طائفة من الفقهاء والعباد، ومثل هذا ما رواه أبو داود في سننه، عن العلاء بن عبد الرحمن عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة : " أن رجلا قال : يا رسول الله ائذن لي بالسياحة، قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله " فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن أمته سياحتهم الجهاد في سبيل الله . وفي حديث آخر : " إن السياحة هي الصيام " ، أو " السائحون هم الصائمون "، أو نحو ذلك . وذلك تفسير لما ذكره الله تعالى في القرآن من قوله : { السائحون }. وقوله { سائحاتٍ }. وأما السياحة التي هي الخروج في البرية لغير مقصد معين فليست من عمل هذه الأمة. ولهذا قال الإمام أحمد : " ليست السياحة من الإسلام في شيء، ولا من فعل النبيين ولا الصالحين " ، مع أن جماعة من إخواننا قد ساحوا السياحة المنهي عنها متأولين في ذلك، أو غير عالمين بالنهي عنه، وهي من الرهبانية المبتدعة التي قيل فيها: " لا رهبانية في الإسلام ". والغرض هنا : بيان ما جاءت به الحنيفية : من مخالفة اليهود فيما أصابهم من القسوة عن ذكر الله، وعما أنزل ومخالفة النصارى فيما هم عليه من الرهبانية المبتدعة، وإن كان قد ابتلي بعض المنتسبين منا إلى علم أو دين بنصيب من هذا، أو من هذا. ومثل هذا ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على ناقته : " القط لي حصى " فلقطت له سبع حصيات، من حصى الخذف، فجعل ينفضهن في كفه ويقول : " أمثال هؤلاء فارموا " ، ثم قال : " أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " ، رواه أحمد والنسائي وابن ماجه من حديث عوف بن أبي جميلة عن زياد بن حصين عن أبي العالية عنه، وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم . وقوله : " إياكم والغلو في الدين " عام في جميع أنواع الغلو، في الاعتقاد والأعمال . والغلو : مجاوزة الحد بأن يزاد الشيء في حمده أو ذمه على ما يستحق، ونحو ذلك . والنصارى أكثر غلوا في الاعتقادات والأعمال من سائر الطوائف، وإياهم نهى الله عن الغلو في القرآن، في قوله تعالى: { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم }. وسبب هذا اللفظ العام: رمي الجمار، وهو داخل فيه، فالغلو فيه: مثل الرمي بالحجارة الكبار، ونحو ذلك. بناء على أنه قد أبلغ من الحصى الصغار. ثم علل ذلك : بأن ما أهلك من قبلنا إلا الغلو في الدين، كما تراه في النصارى ". حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد : فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب * اقتضاء الصراط المستقيم * : " والأحاديثُ الموافقة لهذا كثيرة في بيان أن سنتَه التي هي الاقتصاد : في العبادة، وفي ترك الشهوات ، خير من رهبانية النصارى، التي هي : تركُ عامة الشهوات من النكاح وغيره، والغلو في العبادات صوماً وصلاة .
وقد خالف هذا - بالتأويل ولعدم العلم - طائفة من الفقهاء والعباد، ومثل هذا ما رواه أبو داود في * سننه * ، عن العلاء بن عبد الرحمن عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة : ( أن رجلاً قال : يا رسول الله ائذن لي بالسياحة، قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن سياحة أمتي الجهادُ في سبيل الله ) فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن أمته سياحتهم الجهاد في سبيل الله .
وفي حديث آخر : ( أن السياحة هي الصيام ) ، أو ( السائحون هم الصائمون ) ، أو نحوُ ذلك وذلك تفسيرٌ لما ذكره الله تعالى في القرآن من قوله : (( السائحون )) "
.
الشيخ : عندي في قولِه في في اجعلوها نسخة .
القارئ : " وذلك تفسيٌر لما ذكره الله تعالى في القرآن في قوله : (( السائحون )). وقوله : (( سائحاتٍ )) .
وأما السياحة التي هي "
.
الشيخ : فأما .
القارئ : تصحيح يا شيخ ؟
الشيخ : عندي بالفاء فأما السياحة .
القارئ : أقول تصحيح ولا نسخة ؟
الشيخ : إي نعم، فأما السياحة هي أحسن من حيث السياق .
القارئ : " فأما السياحةُ التي هي الخروج في البرية لغير مقصِد معين فليس من عمل هذه الأمة. ولهذا قال الإمامُ أحمد : ليست السياحة من الإسلام في شيء، ولا من فِعل النبيين ولا الصالحين .
مع أن جماعة من إخواننا قد ساحوا السياحة المنهيَّ عنها متأولين في ذلك، أو غير عالمين بالنهي عنه، وهي من الرهبانية المبتدَعة التي قيل فيها : ( لا رهبانية في الإسلام ) .
والغرضُ هنا : بيان ما جاءت به الحنيفية : من مخالفة اليهود فيما أصابهم من القسوة عن ذكر الله، وعما أنزل"

الشيخ : أَنزَل
القارئ : " وعما أَنزَل ومخالفةُ النصارى فيما هم عليه من الرهبانيةِ المبتدعة، وإن كان قد ابتُلي بعض المنتسبين منا إلى علم أو دين بنصيب من هذا، أو من هذا.
ومثلُ هذا ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على ناقته : ( القُط لي حصى ) فلقطتُ له سبع حصيات، من حصى الخذف، فجعل ينفضهن في كفه ويقول : ( أمثال هؤلاء فارموا ) ، ثم قال : ( أيها الناس إياكم والغلو ) "
.
الشيخ : عندي ( يا أيها الناس ) أيها ... نعم .
القارئ : " ثم قال : ( أيها الناس إياكم والغلوَّ في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلوُّ في الدين ) ، رواه أحمد والنسائي وابن ماجه من حديث عوف بن أبي جميلة عن زياد بن حصين عن أبي العالية عنه، وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم .
وقولُه : ( إياكم والغلوَّ في الدين ) عام في جميع أنواع الغلو، في الاعتقادات والأعمال .
والغلو : مجاوزة الحد بأن يُزاد الشيء في حمده أو ذمه ما يستحق، ونحوُ ذلك "
.
الشيخ : على ما يستحق .
القارئ : في حمدِه أو ذمِه على .
الشيخ : على ما يستحق من ذلك، ومن ذلك أظن، ونحو ذلك نعم .
القارئ : " والغلوُّ : مجاوزة الحد بأن يزاد الشيء في حمده أو ذمه ما على يستحق، ونحوُ ذلك والنصارى أكثر غلواً في الاعتقادات والأعمال من سائر الطوائف، وإياهم نهى الله عن الغلو في القرآن، في قوله تعالى : (( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم )) .
وسببُ هذا اللفظ العام : رميُ الجمار، وهو داخل فيه، فالغلو فيه : مثلُ الرمي بالحجارة الكبار، ونحو ذلك. بناءً على أنه أبلغُ من الحصى الصغار.
ثم علّل ذلك : بأن ما أهلك من قبلنا إلا الغلو في الدين، كما تراه في النصارى "
.