كلمة للشيخ عن طريقة تحصيل العلم الشرعي. حفظ
الشيخ : هو أن نستفيد سائلًا ومسئولًا مما يرد علينا من الأسئلة لنبين ما عندنا حولها من العلم، وبين يدي ذلك أرى أن أُلقي كلمة موجزة حول العلم وطريق تحصيله، وذلك بناءًا على آية في القرآن الكريم طالما نقرؤها ونتلوها آناء الليل وأطراف النهار ولكن أكثر الناس لا ينتبهون لما فيها من العلم ألا وهو قوله تبارك وتعالى (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) الله عز وجل خاطب بهذه الآية الكريمة الأمة الإسلامية كلها عالمها وجاهلها ومثقفها وأميها ، - هذا شأنك ما عندي صوت إلا ما تسمع - هذه الآية (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) خطابٌ لكل الأمة كما قلنا: عالمها وجاهلها فقسم ربنا عز وجل الأمة في هذه الآية إلى قسمين قسمٌ أوجب عليهم أن يسألوا، وقسم أوجب عليهم أنهم إذا سئلوا أن يجيبوا هؤلاء هم أهل العلم وأولئك هم غير أهل العلم (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))[النحل:43]. أهل الذكر هم أهل القرآن، لأن الذكر هنا المقصود به القرآن الكريم بدليل قول رب العالمين (( وأنزلنا إليكم الذكر لتُبين للناس ما نُزّل إليهم ))، فالذكر هنا الذكر هناك، (( وأنزلنا إليك الذكر )) أي القرآن (( لتُبين للناس ما نُزّل إليهم )) وأهل الذكر أهل القرآن هم كما قال عليه الصلاة والسلام ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) وليس يعني نبينا صلوات الله وسلامه عليه بهذا الحديث أهل القرآن هم الذين يحفظون القرآن ويتقنون أدائه بمخارج ألفاظه وحروفه ويرتلونه ترتيلًا جيدًا حتى ولو أنهم لم يبالغوا في ذلك كما يفعل بعض القراء وإنما المقصود بأهل الذكر أهل القرآن هم الذين يفهمون قبل كل شيءٍ القرآن الكريم فهمًا صحيحًا ثم هم يعملون به. هؤلاء هم أهل العلم هم أهل الذكر ... مثل المسلمين وهو الذي يُمثل القسم الثاني والقسم الأكبر أن يتوجهوا بالسؤال إلى هؤلاء ... أهل الذكر والذين هم أهل القرآن وأهل الله وخاصته . فإذًا قد أشار ربنا عز وجل في هذه الآية إلى أن من أسلوب التعلم أن يسأل الإنسان عما يهمه من أمور دينه ولا يظل جاهلًا في كل حياته وإنما يبادر ليطبق هذه الآية (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وهذا البحث في الواقع طرقناه أكثر من مرة وهو يتحمل الزيادة ولكن توفيرًا لوقتكم الذي هو وقتي أدع التفصيل المشار إليه لنتلقى الأسئلة التي لديكم وعسى أن أتمكن من الإجابة عليها كلها في هذه الفسحة التي نحن يمكننا أن نظل معكم فيها، فهاتوا الآن ما عندكم من الأسئلة ونبدأ حسب السنة كما قال عليه السلام ( الأيمن فالأيمن ). عندك شيء ؟ أعطي الدور لغيرك .