استدلاله أيضا بحديث التسوية بين الصفوف وفيه قوله أحيانا ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم ) . حفظ
الشيخ : و من ذلك الحديث الذي جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا قام إلى الصلاة كان لا يكبر للصلاة إلا بعد أن يأمر بتسوية الصفوف و كان له عدة عبارات حينما يأمر الناس بتسوية الصفوف من ذلك ممن له علاقة بموضوعنا هذا قوله عليه الصلاة و السلام ( لتسونّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم ) لتسون صفوفكم تسوية مادية كما هو معروف في السنة العملية أن النبي صلى الله عليه و سلم حين يسوي الصفوف كان يقول للمتأخر تقدم و للبارز بجسده تأخر و استوِ هذه التسوية أمر الرسول عليه السلام بها و ربط الإختلاف في ذلك أنه سبب لاختلاف قلوب هؤلاء المختلفين في تسوية الصف فقال عليه الصلاة و السلام ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) فجعل عليه الصلاة و السلام الإختلاف من المسلمين القائمين في الصف لرب العالمين هذا الإختلاف يكون سببا ليقع الإختلاف بينهم أنفسهم في قلوبهم و هذا الإختلاف في القلب لا شك أنه يؤدي إلى فساد الأمة و إلى ضعفها و قد يؤدي ذلك بها إلى اضمحلالها بالكلية و هذا في الواقع مما ينبغي أن يلفت نظر أهل العلم و طلاب العلم إلى أن ما عليه المسلمون اليوم من الضعف و الهوان و الذل حتى سلط الله عز و جل عليهم أذل الأمم بشهادة القرآن إنما سببه ابتعادهم عن الشرع تارة فهما و تارة عملا و تارة فهما و عملا ، فكثير من الناس لا ينتبهون أبدا إلى أن إصلاح المسلم لظاهره هو واجب من الواجبات التي حض الإسلام عليها و أمر المسلمين بها فيعتقد أن هذه الأمور أو خير هؤلاء الناس من يعتقد أن هذه الأمور أمور شكلية ظاهرية لا يقيم الإسلام لها وزنا كبيرا .