رد الشيخ على من يتأول الأحاديث السابقة بأن الصور المنهي عنها فيها هي ماكان له ظل وغير ذلك من التأويلات الباطلة في هذا المجال ومن هؤلاء ذلك الأزهري الذي احتال على الدين في تجويز الصور . حفظ
الشيخ : و لذلك فالذي يحمل هذه الأحاديث على الصور المجسمة و التي لها ظل و لا يدخل فيها الصور المصورة على الثياب و على الستائر و الجدران و على الورق اليوم فإنما هو أحد رجلين إنما هو لم يطلع على هذه الأحاديث و ما فيها من بيان أن الرسول عليه السلام قصد بها مباشرة الصور التي لا ظل لها و هذا النوع إنما يتصور بالنسبة لبعض العلماء المتقدمين الذين لم يكونوا في زمن قد جمع فيه السنة أما النوع الآخر فهم الذين اطلع على هذه الأحاديث بعد تدوينها و تيسير الاطلاع عليها و هم المعاصرون اليوم فإنما هم يتأوّلون هذه الأحاديث بتآويل باطلة يدل على بطلانها هذه التّآويل يدل على بطلانها أمران اثنان معا الأمر الأول عموم و إطلاق الأحاديث كما سمعتم في بعضها ( كل مصور في النار ) الذي يقول لا ، ليس كل مصور في النار وإنما المقصود بالمصورين هنا الذين ينحتون الأصنام ... الثاني و هو أوضح كما ذكرنا بل كررنا أن الرسول عليه السلام ذكر هذه الأحاديث التي سمعتموها في الباب بالنسبة للصور التي صورت على الستائر و لم تنحت نحتا من الحجارة كما كان عليه الكفار زمن الجاهلية ، فتأويل هذه الأحاديث إذا على أن المقصود بها إنما هي صور مجسمة رد لهذه الأحاديث فنخشى أن يدخل من يتأولها بهذا التأويل الباطل بعد أن يتبين له هذا البطلان في عموم قول الله تبارك و تعالى في القرآن (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا )) فإذا كان الرسول يقول ( كل مصور في النار ) ( من صور صورة كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة و ما هو بنافخ ) أو ( ليس بنافخ )و يقول ذلك و نحوه من الصور التي لا ظل لها فكيف يقول المسلم يؤمن بالله و رسوله أن الصور المحرمة في هذه الأحاديث التي لها ظل أي الصور المجسمة إذا نقطع بأن الصور المحرمة هي على العموم و الشمول تشمل ما لها ظل و ما لا ظل لها تشمل المجسمة و غير المجسمة .
و من الانحرافات و الاحتيال على أحكام الله عز و جل في شريعته بعد أن الرد بمثل هذه النصوص التي تدل على أن الصور المحرمة هي أيضا الصور غير المجسمة مع ذلك فقد احتال بعض الكتاب في العصر الحاضر حيلة أظن أنه سبق بها اليهود أقولها صريحة و ستقولونها معي حينما تسمعون ماذا صنع و ماذا فعل جاء في حديث أبي هريرة الذي فصّل لنا امتناع جبريل عليه السلام من الدخول إلى بيت الرسول مع أنه كان على وعد معه فذكر له أن هناك تماثيل أي صور على الباب و على الستارة فأمر بتغيير الصور التي على الستارة حتى تصير كهيئة الشجرة و معنى ذلك أن هذه الستارة كانت مطرزة و فيها تماثيل أي صور الخيل ذوات الأجنحة كما في بعض الروايات فيحنما أمر جبريل عليه الصلاة و السلام بتغيير هذه الصورة حتى تصير كهيئة الشجرة معنى ذلك إضافة قيود جديدة على الصورة حتى يُقضى على معالم الصورة السّابقة و تظهر أنها تمثل صورة شجرة فأخذ العلماء من هذا الحديث أن الصورة إذا غيرت خرجت عن التحريم و صارت مباحة و لكن مع الأسف الشديد لم يقفوا على أو عند هذا التغيير الذي حدده جبريل للرسول عليهما الصلاة و السلام أي لم يقفوا عند هذا التغيير الكلي أي الذي به تنطمس معالم الصورة السابقة و تظهر بعد ذلك صورة أخرى كهيئة الشجرة المباحة لم يقفوا عند هذا التغيير الشامل فقالوا مثلا لو تغيرت الصورة صورة على الورق مثلا فخُط خط على العنق زعموا بأن هذه الصورة تغيرت هيئتها لم ؟ زعموا أنه أصبح الرأس منفصلا عن الجسد و لا يعيش الإنسان بهذه الصورة لأن هذه الصورة تغيرت فصارت مباحة و تسلسلت تغيير التغيير - إذا صح التعبير - التغيير المطلق الشامل الذي ذكره الرسول عليه السلام معن جبريل هذا ضيقوا دائرته فقالوا كما سمعتم في التغيير الأول أنه خط خطا على العنق و بقيت الصورة كما هي فهي صورة جائزة لأنها تغيرت فهذا تغيير رقم واحد بالتغيير الكلي الذي أمر به جبريل عليه السلام في الحديث السابق ثم هذا التغيير ما قنعوا به فانتقلوا مرحلة أخرى قالوا إذا كانت الصورة نصفية فهذا بلاء عم و طم فهذه صورة جائزة لأنه لا يعيش الإنسان نصفه إلا أن يكون معه مصارينه وبطنه و غير ذلك ، هذه الصورة مغيرة و نحن نعلم جميعا أن العبرة بكل شيء و بصورة خاصة في الإنسان إنما هو رأسه فإذا بقي الرأس و ذهب رجلاه فلم يقض على صورة و على أثرها في المجتمع الذي يخشاه الشارع الحكيم و لو للمستقبل البعيد و من أجل ذلك كسبب من أسباب حكمة تحريم الصورة حرم الصور حتى لا تعبد من دون الله عز و جل و لو في المستقبل البعيد ، هذا التغيير الثالي جاء الكاتب المشار إليه و هو من علماء الأزهر فجاء بتغيير فيه العجب العجاب و هو الذي عنيته بقولي سبق في هذا الاحتيال اليهود كتب مقالا منذ القديم حينما كانت تظهر مجلة الأزهر تحت عنوان " نور الإسلام " فكتب فيه مقالا ذكر المذاهب حول الصورة المحرمة و هما مذهبان مذهب تحريم الصور عامة كما هو دلالة الأحاديث السابقة و المذهب الثاني ويروى عن الإمام مالك أن الصور المحرمة إنما هي المجسمة فهذا الرجل الكاتب المشار إليه دون أن يتلفت إلى هذه الأحاديث و أن يتفقه فيها تبنى مذهب مالك و هو مخالف بلا شك لهذه الأحاديث الذي يقول الصور المجسمة هي فقط المحرمة تبنى هذا المذهب ذلك الكاتب لغاية في نفسه ثم توصل من بعد هذه الخطوة الأولى التي انحرف فيها عن الأحاديث السابقة إلى خطوة أخرى خطيرة جدا قضى بها على كل المذاهب حتى على مذهب مالك فإنه لفق من مذهب مالك الذي يحرم أيضا الصور المجسمة مع جماهير العلماء و من قول العلماء بأن الصورة إذا تغيرت هيئتها كانت حلالا لفق من مجموع القولين المسألة الآتية فقال بناء على ذلك إذا نحت الفنان - هكذا يقول - الفنان صنما فلكي يتخلص من التحريم حفر حفيرة بأم رأسه حتى يصل إلى الدماغ و هو في هذه الحالة أي هذا الصنم يمثل إنسانا لا يعيش ، لا يمكن أن يعيش إنسان و فيه حفرة تصل إلى دماغه قال لكن هذا عيب في الصنم في التمثال من الناحية الفنية فيعلم الفنانين ما شاء الله !! فيقول يضع شعرا مستعارا على رأس الصنم من الناحية الفنية في أتم صوة و أجمل هيئة و بذلك يتخلص هذا الممثل النحات من أن يخالف أحاديث الرسول عليه الصلاة و السلام فهل عملتم في اليهود من احتال على حرمات الله كمثل هذا الرجل الأزهري ؟ هذا مصداق قول الرسول عليه الصلاة و السلام ( لا تتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) هذا احتيال مما أصيب به بعض العلماء في العصر الحاضر ولا شك أن الذي يقرؤون مقال ذلك الكاتب و هم جماهير الناس ممن لا يعلمون هذه الأحاديث و لا فقهها يتورطون ببيانه و ينطلقون في النحت و التصوير و يحتالون على ذلك بمثل تلك الحيلة التي تعلمها تلميذ بل شيخ إبليس هذا تحريفه .