ذكر الشيخ لمسألة أصولية وهي أنه لا يجوز الإعراض عن النص الخاص لأجل معارضته للنص العام . حفظ
الشيخ : من الثابت من علم الأصول أنه لا يجوز الإعراض عن الحديث الخاص بسبب معارضته للنص العام، لا يجوز الإعراض عن النص الخاص بسبب مخالفته للنص العام بل يجب استثناء الخاص من العام وهذا أمثلته كثيرة وكثيرة جدا، فربنا عز وجل لما ذكر المحرمات من النساء في آية (( حُرمت عليكم أمهاتكم )) ثم ذكر تبارك وتعالى (( وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم )) ثم تابع بيان المحرمات حتى قال (( وأحل لكم ما وراء ذلكم )) هذا نص عام يُفيد إباحة كل النساء سوى المذكورات في هذا السياق القرآني لكننا نجد في هذا السياق أن الله تبارك وتعالى ذكر من المحرمات (( وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم )) بس ما ذكر البنات والأخوات من الرضاعة فماذا نقول أخذا بنص (( وأحل لكم ما وراء ذلكم )) هل نقول بجواز تزوج الرجل بأخته من الرضاعة لأن الله أباح إباحة مطلقة غير هذه النساء المحرمة، الجواب لا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) إذًا هذا الحديث وسّع معنى التحريم الذي ذكر في الآية وكان من نماذجه تحريم أمهات من الرضاعة فإذًا والبنت والأخت من الرضاعة تحرم أيضا بدلالة الحديث، كذلك تُعامل كل نصوص الكتاب والسّنة، إذا جاء نص عام يدل على معنى عام ثم جاء نص خاص يُعارض هذه الدلالة العامة يُستثنى هذا النص الخاص من ذاك النص العام ومن أوضح الأدلة (( حُرمت عليكم الميتة والدم )) هذا يشمل الحوت والجراد فهل نحرم الحوت والجراد لأن الآية تشملهما ؟ الجواب الرسول قال ( أحلت لنا ميتتان وأحلت لنا دمان ) هل نحرم إذًا الدم مطلقا أم نقول نستثني الكبد والطحال لأن الرسول صلى الله عليه وسلم استثنى ذلك وهكذا من أجل مثل هذا الأمر وُضع علم أصول الفقه، الآن عندنا نص يُبيح للنساء الذهب إباحة مطلقة عامة فإذا حرّم الرسول عليه السلام، نضرب مثلا مجمع عليه، إذا حرّم على النساء الأكل في آنية الذهب، هل نقول هذا خاص بالرجال لأنه أباح الذهب للنساء ؟ ما أحد يقول بهذا القول، قالوا هذا حُكم يشمل حتى النساء فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تأكل في آنية الذهب وأن تأكل بملعقة الذهب وكأس الذهب ونحو ذلك فماذا نفعل تجاه حديث حل لإناثها، نقول هذا مستثنى من ذاك كذلك بقية المستثنيات، حرّم السوار وحرّم الطوق بصريح حديث فاطمة فنقول هذا مستثنى من الإباحة، من الإباحة المطلقة ولا نضرب الأحاديث بعضها في بعض فالغرض أن كل مسلم ومسلمة مكلفة أن تسمع أدلة الطرفين بعد ذلك ترجع إلى قلبها مش مجرد ما سمعنا أنه المسألة فيها خلاف يالله استفت قلبك وإن أفتاك المفتون وبلا شك وخاصة هنا في بلادكم حيكون القلب مائلا للزينة لأنه ما شاء الله حسب ما أخبرنا السواعد كلها مليئة بإيه ؟ بالذهب فأي نفس هذه تكون مؤمنة قوية وقوية جدا إذا ما أحيلت إلى أن تستفتي قلبها فتُحرّم على نفسها هذه الحلي التي عمت وشاعت في هذه البلاد، يجب التبصر حتى نكون كما قال تعالى في حق نبيه (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )) .