استدلال الشيخ على وجوب سؤال أهل العلم عند الجهل بالحكم بحديث جابر بن عبد الله الأنصاري الذي أخرجه أحمد وأبو داود في الرجل الذي أصبح محتلما وهو مجروح . حفظ
الشيخ : ولقد أكّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الأحاديث الثابتة عنه هذا الأمر الإلاهي وذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام أبو داود في سننه من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل سرية طبعا للجهاد في سبيل الله فالتقى المسلمون مع المشركين ولما وضعت الحرب أوزارها كانت النتيجة أن أحد الصحابة أصيب بجراحات في بدنه كثيرة ولما أصبح به الصباح تبيّن أنه احتلم فوجب عليه الغسل وفيه تلك الجراحات فسأل من كان حوله أيجدون له رخصة في أن لا يغتسل لما به من تلك الجراحات فأجابوه بالنفي وأمروه بالغسل ولما كان هذا السائل الجريح مؤمنا بالله ورسوله ومتجاوبا مع النص القرآني السابق (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فلم يسعه إلا أن يستجيب لفتوى من أفتاه ظنا منه أن الذين أفتوه هم من العلماء الذين ينبغي أن يُسألوا وعليهم أن يُجيبوا ولكن الأمر تبيّن فيما وراء ذلك أو بعد ذلك أن الذين أفتوه لم يكونوا من أهل العلم، تبين ذلك بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما وصله خبر هذا الجريح وأنه لما استجاب لفتوى المفتين الذين أمروه بالاغتسال كان عاقبة أمره أنه مات بسبب هذه الفتوى الجائرة الظالمة، لما بلغ خبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( قتلوه قاتلهم الله ) قتلوه أي بفتواهم الجاهلة الجائرة الجاهلة ( قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا حين جهِلوا فإنما شفاء العيّ السؤال ) الشاهد من هذا الحديث الجملة الأخير ( فإنما شفاء العيّ ) أي الجهل ( السّؤال ) فهذا الحديث يلتقي مع الآية التقاء تاما (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فطريقة التعلم بطريقة السؤال والإجابة عليه هي طريقة إسلامية صريحة بل وفي كثير من الأحيان تكون هذه الطريقة أفيد بالنسبة للجماهير من الدروس والحلقات العلمية التي تعقد في كثير من الأحيان في بعض المساجد أو في غيرها من الأماكن العلمية ذلك لأن الدروس الخاصة إنما يهتم بها من كان عنده رغبة في طلب العلم وأما جماهير الناس الذي ليس عندهم مثل هذه الرغبة فهم على الغالب لا يحضرون مثل تلك الجلسة فهؤلاء الأفيد والأنفع لهم والأوجب أن يسأل كل منهم عما يهمه من أمر دينه لهذا نقول كل منكم يتوجه الآن بما عنده من سؤال تحريرا حتى تنظم الأسئلة وتُؤلف أو يُؤلف بينها حتى ما يذهب الوقت كثيرا في الإجابة على أسئلة قد تكون متكررة فليتفضل القارئ .