هل يوجد في القرآن آية نسخت أخرى و هل آية : (( ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى )) هي صورة من الناسخ والمنسوخ في القرآن ؟ حفظ
السائل : توقيرا لمثل القرأن الكريم يوجد فيه ناسخ و منسوخ بالنسبة للأيات ... (( ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى )) .
الشيخ : وين صار هذا الحديث؟
السائل : في مجلس علم.
الشيخ : طيب.
السائل : ومعنى أن زاد الإيمان يمكن في أية التحريم ففي ناس عارض ال، فهل يوجد ناسخ ومنسوخ في القرأن الكريم بالنسبة لل ... ؟
الشيخ : يعني أية في القرأن نسخت أية أخرى؟ هو لا بد من أن يوجد مثل هذا لكن الأمثلة التي أو المثال الذي ذكرته لا يصلح لمثال الناسخ والمنسوخ في القرأن، نعم.
السائل : أنه الصحابي.
الشيخ : سؤال حول الموضوع وإلا أيش؟
السائل : لا ذكرت مسألة وقطعت ... أعقب على الحديث ذكرت ... .
الشيخ : حول المسألة؟
السائل : ... .
الشيخ : أحفظ سؤالك لسى ما خلصنا من هذه.
السائل : ... نزلت (( ولا تقربوا أنتم الصلاة وأنتم سكارى )) ألم ... وإنما زيادة الإيمان نزلت أية التحريم.
الشيخ : أقول هذه ما هي مثال صالح لقضية الناسخ والمنسوخ.
السائل : تدرج في التشبيه.
الشيخ : لأنه، نعم؟
السائل : تدرّج في التشبيه.
الشيخ : لأنه الناسخ والمنسوخ يُشترط أنه يكون كلهم من النص المنسوخ والنص الناسخ يكونوا منصوصين فيه القرأن أما لا يوجد في القرأن أنه شرب الخمر حلال حتى ينسخ ب (( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى )) هذا أمر كان واقع يعني كونه كان يُشرب الخمر كان واقع بطبيعة الحياة الجاهلية التي كانوا يعيشونها، فالإسلام تدرّج في تحريم الخمر كما هو مفصّل منها أية (( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى )) سكت عن تحريم البت الجذري لكن هذه الأية لا تنسخ أية أخرى لأن شرط الناسخ والمنسوخ يكون كل من النصين الناسخ والمنسوخ مذكورين في القرأن، نعم.
السائل : وفيه شيء عن الصيام في سورة البقرة (( يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون شهر رمضان الذى أنزل فيه القرأن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام اخر )) إلى هنا ففي البداية تقول (( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين )) ثم قال (( من كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام اخر )) هنا أباح بأنه الإنسان ما يصوم ويدفع الفدية لكنه قال لمن يكون مريض أو على سفر فيجوز أن يفطر.
الشيخ : إي هذا المثال أخو هذاك المثال غير صالح للتمثيل ليه؟ لأنه ليس بالأية أن الله أباح لكل مكلّف الإفطار في رمضان مقابل الفدية، ليس هذا المعنى في الأية إيش معنى يطيقونه؟
السائل : يعني لا يستطيعون الصيام.
الشيخ : لا وين لا يستطيعونه؟
السائل : ... .
الشيخ : إذا كان لا يستطيعونه هم غير مكلفين أصلا إذُا.
السائل : لا يعني في تكون في صعوبة عليهم.
الشيخ : إذًا فالكلام مش عام أنت عم تقول، صبرا قليلا، أنه هذه الأية أباحت في أول الأمر الإفطار مقابل الفدية، ما هذا الإطلاق غير صحيح وإنما قال (( وعلى الذين يطيقونه )) ومعنى ذلك يستطيعونه بمشقة فالناس حين فرض الصيام طائفتان طائفة يستطيعون الصيام بدون مشقة وطائفة يستطيعون الصيام بمشقة، الطائفة الأولى واجب عليهم أن يصوموا بحكم الأية هاي والطائفة الأخرى التي تجد المشقة في الصيام هم الذين أجاز لهم ألا يصوموا مقابل الفدية طعام مسكين.
السائل : لكن المسافر والمريض لو صام ... ففي الأية الأولى أباحت الفدية، الأية الأولى أباحت الفدية.
الشيخ : لمين؟
السائل : يعني ... للمسافر والمريض يعتبروا من الذين يطيقونه لأنه.
الشيخ : أخي المريض المسافر حكمه باقي شو علاقته بالناسخ والمنسوخ؟
السائل : لا يعني مش يعتبر من الذين يطيقونه.
الشيخ : لا يطيقونه وأحسن من يطيقونه يستطيعونه بدون مشقة فإن كانوا يستطيعونه بدون مشقة فالأمر واضح وإن كانوا يستطيعونه بمشقة فهذا الحكم غير منسوخ، فنحن بدنا هون بدنا نبحث أنت بتقول أنت بتقول أنه كان مقرّر في الإسلام الصيام على التخيير، هذا التقرير منك خطأ ما قُرِّر في الإسلام بالنسبة للأية هاي أنه بتصوم سقط الفرض، ما بتصوم بتقدّم الفدية، الأية لا تعطي هذا الحكم تعطي حكم ها اللي عليه الصيام مشقة بيفدي، ها اللي عليه مشقة في الصيام بيفدي أما ها اللي ما عليه مشقة لازم يصوم، المهم (( وعلى الذين يطيقونه )) يستطيعون الصيام بمشقة (( فدية طعام مسكين )) هذه الأية ماهي منسوخة ولكن خُصّصت للشيخ العجوز والحامل والمرضع كما يقول ابن عباس، مابدنا نذهب بعيدا عن سؤال الأخ لأنه هذا مثال ليس فيه ناسخ ومنسوخ وإنما فيه عام.
السائل : ... .
الشيخ : فيه عام خُصّص بس، بنجي في عندنا أية يُمكن أن تصلح مثالا للناسخ والمنسوخ من القرأن لكن مع بيان السنّة ثم السنّة التي رواها رجلان من أصحاب الرسول عليه السلام أبو هريرة وابن عباس، قالا لما نزل قوله تعالى (( لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء )) (( يعذّب من يشاء )) مقابل إيش؟ ما أظهره وما أخفاه (( والله على كل شيء قدير )) لما نزلت هذه الأية جاءت طائقة من أصحاب الرسول عليه السلام جُثِيًّا على الركب قالوا يا رسول الله أمرنا بالصلاة فصلّينا وبالصوم فصمنا وبالحج فحججنا أما أن يؤاخذنا الله بما في نفوسنا فهذا مما لا طاقة لنا به، فقال عليه الصلاة والسلام ( أتريدون أن تقولوا كما قال قوم موسى لموسى سمعنا وعصينا قولوا سمعنا وأطعنا ) فقالوا سمعنا وأطعنا حتى ذلّت بها ألسنتهم وخضعت لها قلوبهم فأنزل الله عز وجل قوله بعد ذلك (( أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) هذه الأية نسخت (( فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء )) على إيش؟ تخفوا ما في نفوسكم (( لله ما في مافي السماوات وما في الأرض وإن تبدو مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء )) على ما تخفيه النفوس فرفع الله عز وجل بعد إنزاله المؤاخذة بالعذاب على ما في النفوس قال (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت )) على عملا (( وعليها ما اكتسبت )) فإذًا هذا صالح مثال صالح للناسخ والمنسوخ في القرأن نفسه، وهذا الناسخ والمنسوخ ينبغي ألا يشكل.
السائل : ... أنه سبحانه وتعالى يناقض كلامه في ..
الشيخ : هذا الذي أردت أن أبيّن فساد هذا الكلام وهذا القول، الناسخ والمنسوخ ليس معناه أنه كما يقول اليهود، اليهود عندهم شيء اسمه البداء يعني ألله بيخلق شيء مثل الشخص منا زائد يشوف أنه والله طلع معه شيء منيح بيقوم يتشجع فبيتقدم للزيادة، هيك هن بيتصوروا رب العالمين وسبحانه وتعالى لأنه اليهود مشبّهة مجسّمة حتى جاء في التوراة في مقدّمة التوراة في البدء خلق الله السماوات والأرض فرآها حسنة كيف فخلق الجبال والأنهار فرآها حسنة فقال كذا وكذا يعني كأنه عم يرسم مثال مخترع يعني ما بيعرف شو راح يطلع معه، لأنه الصاروخ متى راح ينتقل معه ولا راح يطير فيه، ما بيعرف رأها شيء حسن فتشجّع وخلق كذا وكذا، هذا اسمه " البداء ".
فحكم الناسخ والمنسوخ وتشريعه سواء في الإسلام أو في ما قبل ذلك ليس من باب "البداء " وإنما هو من باب تعليق حكم إلى زمن، هذا الزمن يصلح أن يكون ذلك الحكم نافذا فيه، ربنا عز وجل يعلم السر وأخفى يعلم الحوادث ما كان وما سيكون إلى ما شاء الله فهو حينما يُقرّر الحكم الشرعي يُقرّره حسب علمه إلى زمن مُعيّن لكن البشر جاهل لا يعلم فلما يُقرّر الحكم الأول ويريد رفعه يأتي بنص أخر ينبّه الناس إلى أن هذا النص يرفع الحكم السابق.
فشريعة الناسخ والمنسوخ هي على عكس ما يظن الجهال هي تدل على حكمة الله عز وجل في تشريعه للناس، مثلا نسخ الشرائع كلها بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام، ذلك لأنه الشرائع السابقة كانت تنزل كل شريعة كل شريعة تناسب الزمن والناس اللي هم إيش؟ كُلِّفوا بهذه الشريعة فقد قال عليه الصلاة والسلام ( فُضِّلت على الأنبياء قبلي بخمس خصال ) من جملتها ( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة ) فموسى بعث إلى اليهود واليهود كما وصفوا في نفس التوراة بأنهم غضّ الرقاب فاقتضى تشريعة شريعة موسى عليه السلام تشديد في بعض الأحكام على خلاف شريعة عيسى التي جاءت بعدها شريعة موسى فاطلبت شيئا من التيسير وعالجت الشدة التي وقع فيها اليهود من قبل ولذلك جاء في الإنجيل إن كان محفوظا " من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الخد الأيسر ومن طلب منك كساءك فأعطه رداءك ومن طلب منك أن تمشي معه ميلا فأمشي معه ميلين " ذلك لأن اليهود غلبت عليهم المادة وابتعدوا كما هو طبيعتهم حتى الأن عن الأخلاق السامية، فاقتضت الشريعة التالية لشريعة موسى تعديل الكفة بعض الشيء فاقتضت شريعة عيسى تعديل شريعة موسى عليه السلام، أما الإسلام فجاء بهذا وهذا جاء (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه )) وجاء (( وأن تعفوا وتصفحوا فهو خير لكم )) فيضع المسلم هذا في مكانه المناسب وهذا في مكانه المناسب.
فإذا كان من الحكمة في مكان نسخ الشريعة بشريعة تأتي من بعدها فأولى نسخ حكم اثنين خمسة عشرة بأحكام مقابلها لأن تلك الأحكام كانت في أول الإسلام فاقتضت أن تأتي أحكام الأخرى إيه نعم، تختلف عن تلك باعتبار أنها جاءت بعد أن استقر الإسلام بأحكامه ونظامه.
السائل : بس ضرب هذا المثل وكان الجواب وكان الجواب أنه ناسخة يعني شريعة مثلا إذا ... زاد عليه ونفس ... معناته ما نقص وإنما زاد عليه.
الشيخ : لا لا نُسِخ بس في تفصيل في القضية، الشرائع من شريعة أدم عليه السلام أول شريعة وُجِدت على وجه الأرض إلى شريعة محمد عليه الصلاة والسلام هي شرائع تلتقي في عقائد أساسية التوحيد مثلا الإيمان بالبعث والنشور والحساب والقضاء والقدر إلى أخره هذه قضايا اعتقادية لا يدخلها تغيير ولا تبديل في كل الشرائع لكن فيما يتعلق بالأحكام في تغيير وتبديل بلا شك فمثلا الله عز وجل حكى في القرأن الكريم ماذا ... لتوراة للإنجيل أنه في قصة يوسف عليه السلام مع إخوته وأبيه لما جاؤوا إليه وهو في مصر ملك قال (( وخروا له سجدا )) هذا السجود عندنا لا يجوز كذلك ألله أمر الملائكة بأن تسجد لأدم هذا الحكم غير جائز عندنا، هذه أحكام عملية تتطور مع الزمن فلما شاء ربنا عز وجل بحكمته أن يُفرِّغ شريعة التوحيد التي لا شريعة بعدها لتستدرك ما قد يفوت بعض الشرائع قبلها جاء بشريعة كاملة لم تدع مجالا لأحد بأن يستدرك عليها، فقرّر المسائل في أخر تشريعها لذلك نهى عن السجود لغير الله عز وجل وقال عليه السلام في الحديث المشهور (( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعِظَمِ حقه عليها )) .
كذلك في أحكام تختلف الأن شريعة الإسلام عن الشريعة السابقة، زواج الأخت لأخيها والأخ بأخته هذا شريعة أدم واستمرت ما شاء الله، فحكمة التشريع تقتضي تتغيّر الأحكام المتعلقة بالأعمال، أما في العقيدة فهي ثابتة في كل الشرائع، فها اللي أنت عم تنقله يعني يحتاج إلى شيء من التفصيل وهو هذا، الشرائع لا تنسخ بعضها بعضا فيما يتعلق بالعقائد أما فيما يتعلق بالأحكام بلا شك شريعة عيسى تختلف في بعض الأحكام عن شريعة موسى وشريعة الإسلام تختلف في كثير من الأحكام عن شريعة عيسى وموسى، هذه حقيقة لا يختلف فيها المسلم أبدا وهذه الأية التي يذكرنا بها الأخ صريحة في ذلك، تفضل يا أخ أنت إش كان عندك؟
السائل : بس بدي أعقب على الناسخ والمنسوخ في آيتين في سورة البقرة.
الشيخ : تفضل.
السائل : (( والذين يتوفون منكم ويذرون أزوجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا )) والأية الأخرى (( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج )) هاي الأية (( متاعا إلى الحول غير إخراج )) هاي الأية ( متاعا إلى الحول غير إخراج ) تأتي الأية الأولى نسخا للأية التي تليها هناك في أربعة أشهر وعشرا وهاي متاعا إلى الحول إيه معنى متاعا إلى الحول؟ أيعني تبقى بدون زواج إلى الحول؟ و ... الأية الأخرى أربعة أشهر وعشرا فإذًا الأية تنسخ الأخرى.
الشيخ : صح.
السائل : والله أعلم.
الشيخ : صح مثال، تفضل.