يهتم كثير من الأئمة بكثرة المصلين معه في رمضان ولو كان على حساب الصلاة الفريضة أو على العبادة ومن ذلك تقديم الأذان قبل وقته بربع ساعة وترك الإستعاذة من الأربع في صلاة التراويح وسببه لكي يخرج الناس مبكرين وكذلك التخفيف في صلاة العشاء والتسبيح بعدها وتطويل صلاة التراويح وعدم الإطمئنان في الركوع والسجود حتى ولو قرأ وجها في الركعة فإنه لا يزيد على ثلاث تسبيحات فما نصيحتك للأئمة في هذه الأمور .؟ حفظ
السائل : يقول : فضيلة الشيخ يهتم كثير من الأئمة بكثرة المصلين معه في رمضان، ولو كان على حساب صلاة الفريضة، أو على العبادة، ومن ذلك الأذان للعشاء قبل الوقت المحدد بربع ساعة لكي يخرج مبكراً، ثانياً : ترك الاستعاذة من عذاب القبر وفتنة الدجال في صلاة التراويح، والسبب لكي يخرج أيضاً مبكراً، ثالثاً : التخفيف في صلاة العشاء مع أنها الفريضة وهي أحب العمل إلى الله، وإطالته لصلاة التراويح، رابعاً : الاقتصار في التسبيح بعد الصلاة أعني : الفريضة على أقل القليل، والاستمرار على ذلك طيلة الشهر، خامساً : عدم الاطمئنان في الركوع والسجود، حتى ولو قرأ وجهاً في الركعة فإنه لا يزيد على ثلاث تسبيحات في الركوع والسجود، إلى غير ذلك، فما نصيحتك للأئمة في هذه النقاط بالتفصيل ؟
الشيخ : وأزيده أيضاً : ترك الاستفتاح في أول كل صلاة، نبدأها نقطة نقطة، نقول : أولاً : ولي الأمر قرر أن أذان العشاء بعد مضي ساعتين من غروب الشمس، هكذا، فهل أمر بمحرم ؟ أجيبوا ؟ لا لأن تأخير صلاة العشاء أفضل من تقديمها، ثم إن تأخيرها إلى مضي ساعتين بعد غروب الشمس أرفق بالناس، حتى يجلس بعد صلاة المغرب من يتعشى منهم يتعشى بهدوء ومن يتقهوى ويتوضأ كذلك، فهو أرفق بالناس، وطاعة ولي الأمر في غير المعصية طاعة لله، ومعصية ولي الأمر في غير المعصية، معصية لله، ولهذا إذا قرر ولي الأمر أن الأذان في العشاء في الساعة الثانية أي : بعد مضي ساعتين من الغروب فأرى أن يجب امتثاله، وهل فاتنا شيء ؟ حتى الفضيلة يا إخواني ما فاتتنا، لأن صلاة العشاء الأفضل فيها التأخير، يعني لو قال قائل : ولي الأمر لو قال : أخروا نصف ساعة عن الوقت العادي، هذا أمر بترك الفضيلة ؟ نقول: ماهو بصحيح، أنت لا تفهم الفضيلة، الفضيلة كلما أخرت فهو أفضل، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج وقد ذهب عامة الليل في صلاة العشاء قال : ( إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي ) وليس على الأمة بمشقة إذا أخر أذان العشاء إلى الساعة الثانية، أي : إلى بعد ساعتين بعد الغروب،هذه واحدة ، ثانياً : يقول : إنه يعجل في صلاة العشاء، يعجل، يقرأ فيها سور قصيرة، ويمكن الركوع والسجود أيضاً يقصره، وهذا خطأ، أيهما أفضل : الفريضة أو النافلة ؟ الفريضة أفضل ؟ النافلة زيادة خير يا جماعة، النافلة زيادة خير هداكم الله، طيب إذا قلت : السلام عليكم، وقال الثاني : عليك السلام، أيهما أفضل : قولي أنا : السلام، أو قوله : وعليك السلام، أنا أفضل منه، أنا أفضل منه، مع أن رده واجب، وسلامي سنة، إذاً الآن نسأل : هل السنة أفضل في قيام رمضان أو الفريضة ؟ لعلكم تراجعوني يا جماعة. الفريضة أفضل، طيب محتاج إلى دليل، الدليل : نقلي وعقلي. الدليل النقلي : قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أنه قال : ( ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) هذا كلام رب العالمين، رواه عنه أصدق الخلق عليه الصلاة والسلام محمد عليه الصلاة والسلام، ( ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) هذا كلام الله عز وجل، رواه عنه خليله محمد صلى الله عليه وسلم، إذاً الفريضة أفضل إيش ؟ أفضل من النوافل، طيب فهي أحق بأن يتأنى فيها الإنسان أكثر من التأني في التراويح، بالعقل : أن الواجب أفضل من التطوع، أنه لولا تأكده ما أوجبه الله، فلم يوجبه الله على عباده إلا لأنه أحب إليه ولأنه أوكد، فلم يجعل للإنسان خياراً في الواجب بل جعله حتماً عليه، وهذا يدل على أن الواجب أفضل من التطوع، وأن الإنسان ضرورته إلى الواجب أعظم من ضرورته إلى التطوع، وهذا ... بقي الإشكال الذي أوردته أنا ابتداء السلام أفضل من رده، لماذا ؟ لأن أصل رد السلام مبني على ابتداء السلام، فلولا أني ابتدأت بالسلام ما رد عليَّ، فمن ثم صار ابتداؤه أفضل، لأنه يترتب عليه الرد الذي هو الواجب، فصار الابتداء فيه تطوع وواجب، تطوع لأنه ابتداء، وواجب لأنه ذريعة إلى الرد الذي هو واجب، طيب، هذا محظور كونه يقصر في صلاة العشاء ويتأنى في التراويح خطأ، خطأ في الأول، أما التأني في التراويح فنحن نحمده على ذلك نعم ترك الاستفتاح، أكثر الذين يصلون التراويح يستفتحون في أول تسليمة فقط، والباقي لا، سبحان الله ! لماذا تترك الاستفتاح ؟ أليست التسليمة الثانية مستقلة عن الأولى ؟ نعم. بلى، لو بطلت الثانية لم تبطل الأولى، مستقلة عنها تماماً، فإذا كانت مستقلة عنها فإن المشروع في الأولى يكون مشروعاً في الثانية، فكما أن الاستفتاح مشروع في التسليمة الأولى فهو مشروع في التسليمة الثانية، وأيضا : يتركون الاستعاذة، وهي : ( أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ).
وأزيد على ذلك أن بعضهم يترك بقية الصلاة الإبراهيمية، إذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد، السلام عليكم. فقط، لا يكملون حتى الصلاة الإبراهيمية، سبحان الله ! نحن جئنا نتعبد الله، (( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ )) تركنا الأهل والفرش لأجل أن نتقي الله، تقتصر بنا على : اللهم صلِّ على محمد، وربما يكون الإمام سريع القراءة فينتهي من : اللهم صلِّ على محمد قبل أن يقول ذاك : السلام عليك أيها النبي، وهذا غلط، وهذا غلط عظيم، أما ترك الاستعاذة من الأربع : ( أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ) فإن مذهب الإمام أحمد رحمه الله في أحد الوجهين : أن الاستعاذة من هذه الأربع واجبة، مثل التشهد الأول، لا بد أن تستعيذ بالله من هذه الأربع، وهذا القول له وجهة قوية من النظر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا تشهد أحدكم التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع ) فأمر بالاستعاذة، ولأن الاستعاذة وقاية عظيمة للإنسان إذا استجاب الله له، فترك الاستعاذة يرى بعض العلماء من التابعين وغير التابعين أن من تركها وجب عليه إعادة الصلاة، ولهذا أمر طاوس وهو أحد التابعين المشهورين، أمر ابنه لما ترك الاستعاذة من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، أمره أن يعيد الصلاة، لأنه خالف أمر النبي عليه الصلاة والسلام في قوله : ( إذا تشهد أحدكم التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع )، وهذه قاصمة الظهر وهي عدم الاطمئنان في الركوع والسجود، حتى كأنه ملحوق، كأن ناراً لحقته، أو وادياً لحقه، أو عدواً لحقه، لا يطمئن في ركوعه، ولا في سجوده ولا في قيامه بعد ركوعه، ولا في جلوسه بين السجدتين، بل هو دايد دايم كأنه ملحوق، لماذا يا أخي ؟ ألست تناجي الله عز وجل في صلاتك ؟ ألست بين يدي الله ؟ لماذا تفر من الله ؟ أنت الآن ما أتيت للصلاة إلا لإيش ؟ إلا للتقرب إلى الله، كيف تفر من الله وأنت تريد التقرب إليه ؟ إن ركعتين متقبلتان من عند الله أفضل من ألف ركعة من هذا النوع، يعني لو أن الأئمة اقتصروا في التراويح على ما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقتصر عليه على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة مع التأني والطمأنينة لكان والله أفضل لهم، لا من جهة مقامهم بين يدي الله ولا من جهة اتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن أم المؤمنين وهي من أخص الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلم الناس بحياته سئلت: كيف كانت صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ قالت : ( ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ) فأما كونه يحافظ على ثلاث وعشرين ركعة ولكن يسرع هذه السرعة، هذا غلط عظيم. نعم.
السائل : ... الصلاة على أقل القليل والاستمرار على ذلك ؟
الشيخ : نعم. كذلك أيضاً يهضمون الفرائض حقها من التسبيح بعد الصلاة، وهذا لو كان هناك حاجة لا بأس، لأنه ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام في التسبيح بعد الصلاة أربعة أوجه : أربعة أوجه يا سعيد أربعة أوجه : الأول : سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمساً وعشرين مرة، تكون الجميع مئة سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، مائة مرة يكون الجميع ؟ قولوا يا جماعة ؟ مائة مرة. طيب. ثانيا : سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، جميعاً هكذا ثلاثاً وثلاثين مرة، فالجميع تسع وتسعون، وكمال المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثالثاً : سبحان الله ثلاثاً وثلاثين مرة سرداً، الحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة سرداً، كم هذه ؟ ستون، طيب، الله أكبر أربع وثلاثون مرة، كم هذه ؟ مائة، والفرق بين هذه والتي قبلها : أن التي قبلها يجعل: سبحان الله والحمد لله والله أكبر عدداً واحدا، وهذه يجعلها : سبحان الله وحدها، والحمد لله وحدها، والله أكبر وحدها، الفرق الثاني : ختم الصفة الأولى : بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأما الثانية : فيختمها بزيادة التكبير أربعاً وثلاثين، طيب كم من هذه من صفة ؟ ثلاثة. الصفة الرابعة : أن يقول : سبحان الله عشر مرات، والحمد لله عشر مرات، والله أكبر عشر مرات، وتكفي لأن كل هذا ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام. نعم .