التحذير من الإفراط في المأكول والمشروب. حفظ
الشيخ : ثم احذروا من الإفراط في المأكول والمشروب، فإن الناس اتخذوا رمضان، رمضان موائد البطون. اتخذوه رمضان موائد البطون لا موائد القلوب. ليس لهم هم إلا أن يكون على سماط الفطور أو على سماط السحور من الأشياء ما لا حاجة إليها. وإن من الناس من اتخذوا عادة سيئة، بدعية، ليس لها في كتاب الله ولا سنة رسوله أصل ولا في عمل الصحابة. صاروا يذبحون الذبائح كأنه عيد أضحى. نسأل الله العافية. الذبائخ لعيد الأضحى. لكن يتخذون الذبائح ويتعازمون فيما بينهم.كل يوم على واحد، ذبيحة وطعام. وربما يكون بعض أهل الحي فقيرا يتدين هذه الذبيحة فيكلفونه ما لا يلزمه لا في دين الله. ثم زد على ذلك أن بعض الناس يجعل هذه الموائد التي لا يراد بها إلا ملء البطون يجعلها كالصدقة. فيقول هذا عشاء أبوي، هذا عشاء أمي وما أشبه ذلك. وربما حاموا بأيديهم على الطعام هكذا اللهم اجعله لأبي ولا لأمي. أين نحن يا جماعة؟ أين نحن من هدي السلف الصالح؟ هل نحن مأمورون بأن نتبع أهواءنا؟ أو نتبع كتاب الله وسنة رسوله والخلفاء الراشدين والصحابة المهديين؟ الثاني بلا شك. هل فعل الصحابة هذا؟ ما فعلوا. ولهذا أخشى إن طال بالناس زمان، أخشى أن يتخذوا رمضان كعيد الأضحى ، تذبح فيه الضحايا. ثم يأتي الناس مع طول المدة ويقول : إذا أراد أحدكم أن يذبح ذبيحة ودخل رمضان فلا يأخذ من شعره ولا من ظفره شيئا. ما ندري! ربما يجعلون أحكام الأضاحي لهذه الذبائح. ولكن هنا شيء حتى لا يؤخذ علينا ما نقول. إذا قال القائل : أنا أريد أن أدعوا جيراني للتعارف وأريد أن أذبح ذبيحة لأنها أنسب لي من أن آخذ من المجزرة، فهذا لا بأس به. لكن كونهم يعتقدون أن الذبح نفسه أفضل من شراء اللحم ، لا لأنه أحسن وأطيب وأطرى. ولكن يرونه كالتعبد لله، فهذا بدعة.