وقفات مع سورة الطارق. حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، خاتم النبيين، وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد : فهذا هو اللقاء الأول من اللقاءات الشهرية التي تتم في الجامع الكبير في عنيزة ليلة الأحد الثالث من كل شهر. وهذا هو الشهر الأول من عام ثمانية عشر وأربعمائة وألف.
أيها الإخوة : إننا حين نتأمل ونتفكر في الليالي والأيام والساعات واللحظات نجد أنها تمر مرا سريعا كأنما تخطف من بين أيدينا، ولكننا مع ذلك لا نحاسب أنفسنا ماذا عملنا في هذه الأيام التي تمضي بهذه السرعة. هل منا من يحاسب نفسه كل يوم ماذا عمل؟ ماذا فعل من طاعات الله؟ ماذا تجنب من محارم الله؟ حتى يصلح ما فسد ويزيد على، على ما بنى، وذلك لأن الإنسان يقطع هذه الدنيا مرحلة مرحلة، ساعة بعد ساعة، بل لحظة بعد لحظة. وإذا به قد انتهى مساره وانقطعت أخباره وكما قال الشاعر :
" بينا يرى الإنسان فيها مخبرا *** حتى يرى خبرا من الأخبار ".
ولكن المؤمن إذا فكر في نفسه وفي خلوته ازداد حماسا وقوة في طاعة الله تبارك وتعالى. أسأل الله أن يرزقني وإياكم اغتنام الأوقات بالأعمال الصالحات. موضوعنا الليلة أن نتكلم على ما سمعنا بل على ما تلوت وسمعتموه من قول الله تبارك وتعالى : (( والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق )) إلى آخره.