معنى قوله تعالى:(( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ...... )). حفظ
الشيخ : ثم قال عز وجل : (( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ.)) يعني : إن الله قادر على رجعه يوم تبلى السرائر وذلك يوم القيامة. والسرائر : جمع سريرة. وهي ما يكنه الإنسان في نفسه. والإنسان يوم القيامة يختبر عن هذا. لا يختبر على الظاهر، يختبر على الباطن. - انتبهوا بارك الله فيكم - يوم القيامة الأساس والعمدة ما هو؟ الباطن، السريرة. في الدنيا الظاهر. يعني نحن نحكم على الناس في الدنيا بالظاهر. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما أقضي بنحو ما أسمع ). رأينا هذا الرجل يأتي للمسجد، ويتصدق، ويصوم، ويصلي. بماذا نحكم عليه؟ بإيش؟ بأنه مسلم نحكم عليه بأنه مسلم. وقد يكون في باطن أمره - والعياذ بالله - إيش؟ منافقا، قد يكون منافقا ، لأن الله تعالى قال في المنافقين : (( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ )) وهو منافق - أعاذنا الله وإياكم من النفاق -. المدار يوم القيامة ما هو على الأعمال الظاهرة، المدار على ما في القلوب. (( يوم تبلى )) : أي تختبر. (( السرائر )) : جمع سريرة وهو ما يسره الإنسان في نفسه. ومثل هذا قوله تعالى : (( أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وحصل )) إيش؟ (( ما في الصدور )). ثم قال عز وجل : (( فما له من قوة ولا ناصر ))، يعني : يوم القيامة لا ينتصر الإنسان لنفسه، يعني هو ليس عنده قوة، ولا بغيره لأنه ليس له ناصر. يوم القيامة ما في إلا العمل الصالح، لا أب ولا أم ولا أخ ولا ابن ولا حارس في الدنيا ولا جندي ولا أي أحد. ما حد ينصره. ليس له قوة بنفسه، ولا قوة بغيره ، لأنه ما له قوة ولا ناصر .