من الأمور التي تكثر في الإجازة الصيفية كثرة الزواجات والمناسبات، لكن يلحظ عليها لبس النساء للشفاف والمشقق، والإسراف في الولائم، وحصول الغناء خارج القصر، وعدم استغلال مثل هذه الاجتماعات بالخير والفائدة، فما توجيهكم.؟ حفظ
السائل : يقول : فضيلة الشيخ من الأمور التي تكثر في الإجازة الصيفية كثرة الزواجات والمناسبات. لكن يلحظ عليها لبس النساء للشفاف والمشقق، والإسراف في الولائم، وحصول الغناء خارج القصر.
الشيخ : حصول؟
الشيخ : الغناء خارج القصر، وعدم استغلال مثل هذه الاجتماعات بالخير والفائدة.
الشيخ : نعم. هو كما قال السائل : في أيام الإجازة تكثر الزواجات. ونسأل الله أن يكثرها وأن يكثر النسل، نسأل الله ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب! ) انظر خطاب الرسول عليه الصلاة والسلام، ما وجهه للشيوخ ولا للكهول، للشباب ( يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء ). أي : قطع. يخفف الشهوة ويوصل العبد بربه ويتلهى بذكره وصومه عن تذكر الجنس. أقول : إن الناس -والحمد لله - تكثر فيهم الزواجات في أيام الإجازة. ولكن يجب أن نجعل هذه الزواجات زواجات شرعية، فيها الدف والغناء للنساء كما كان ذلك معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والدف هو الطار الذي ليس له إلا وجه واحد. ويُتجنب الأغاني الماجنة أو الموسيقى أو ما أشبه ذلك، يجب أن تتجنب. ثانياً : يجب أن المرأة تأتي باللباس لباس الحشمة، لباس الحياء، والمرأة مضرب المثل في الحياء. ولهذا يقال: أحيا من العذراء في خدرها. ليس لباسها كلباس الرجال، ولا حياؤها كحياء الرجال، ولا عملها كأعمال الرجال، والله تعالى فرق بين المرأة وبين الرجل في كل شيء إلا في الأحكام الشرعية فهم سواءٌ فيها. يعني مثل : الصلاة واجبة على الرجال والنساء، الزكاة على الرجال والنساء، الصوم على الرجال والنساء، الجهاد؟ على الرجال دون النساء. يعني: المرأة ضعيفة ما تستطيع أن تقابل. طيب. اللباس يختلف الرجال عن النساء. ومن قال : إن عورة المرأة كعورة الرجال فقد أخطأ. ولهذا كان الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم نساؤهم إذا خرجن إلى الأسواق يكون على المرأة جلباب واسع مثل العباة. ورخص لها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن ترخيه شبراً. قالوا : ( يا رسول الله! تنكشف أقدامنا، قال : أرخينه إلى ذراع ) .كل ذلك لئلا تنكشف قدم المرأة ولأجل أن لا تسرع في المشي، لأنه إذا كان جلبابها إلى ذراع ما تستطيع العجلة. ثم إن بعض الناس اشتبه عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة، ولا الرجل إلى عورة الرجل ) اشتبه عليهم الأمر. فظنوا أن معنى الحديث : أن للمرأة أن تلبس أمام المرأة ما يستر الذي بين السرة والركبة فقط. وهذا غلط. غلط على فهم الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لم يتكلم عن اللباس أصلاً. تأمل الحديث - يا أخي - هل تكلم الرسول عن اللباس؟ أجيبوا يا جماعة. لا، عن النظر، المرأة لا تنظر عورة المرأة، ما قال : للمرأة أن تلبس من اللباس ما يستر ما بين السرة والركبة أبداً ولا تعرض له، لأنه من المعلوم أن لباس النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في السوق كما سمعتم لبس الجلابيب الواسعة المرخاة، في البيوت اللباس المعتاد. لا تُخرج المرأة في بيتها إلا ما تحتاج إليه للطبخ ونحوه، هذا لباسها حتى إنه لما أمر النساء أن يخرجن إلى العيد قلن : ( يا رسول الله! المرأة ليس عليها جلباب ). ما هو الجلباب؟ إيش؟ ما يشبه العباة يا إخوان. أنتم معي في ... دون ... ولا إيه؟ قال : ( تلبسها أختها من جلبابها ) يعني تعيرها جلباباً تخرج به، ما قال : تخرج بالقميص أو نحوه. المهم أن الخطأ في فهم النصوص خطر عظيم. ولما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ) ما تكلم في اللباس إطلاقاً، وليس معناه : أن النساء يلبسن ما بين السرة والركبة فقط. وهل تتصور أنت - أيها المسلم - أن نساء الصحابة فيما بينهن تجلس الواحدة ليس عليها إلا سروال يستر ما بين السرة والركبة؟! هل تتصور هذا؟! أجيبوا يا عباد الله. لا، أبداً، الدول الغربية ما فعلت هذا. حتى الدول الغربية التي نساؤها عاريات يجعلن على الثدي شيئاً يسترها. وهذا الذي توهم يريد أن يكون نساء الصحابة فيما بينهن ما تلبس المرأة إلا ما بين السرة والركبة. سبحان الله! عجائب، عجائب، عجائب! إننا نقول بكل سهولة وبكل يسر: لم يتكلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث عن اللباس أبداً. وإنما تكلم عن إيش؟ قولوا يا جماعة عن نظر المرأة إلى المرأة، وهذا ممكن. تكون المرأة مثلاً تتروش وحولها امرأة. نقول : لا يجوز أن تنظر إلى العورة. امرأة تقضي حاجتها حولها امرأة. نقول : لا يحل لها أن تنظر إلى العورة. امرأة نائمة انكشفت عورتها، نقول للمرأة الأخرى : لا تنظري إلى عورتها. امرأة جالسة ليس عليها سروال ورافعة ساقيها تبدو العورة. نقول للثانية : إيش؟ لا تنظري إلى عورتها هكذا ينزل الحديث. وليس في الحديث ذكرٌ للباس أبداً، لكن أكثر ما يخطئ الناس في الفهم أو القياس الفاسد. نعم.
السائل : بريدة يا شيخ.
الشيخ : نعم.
السائل : بريدة.
الشيخ : بريدة.