قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : (( ليس كمثله شيء )) ... إلخ ؛ دل إثبات صفتي السمع والبصر له سبحانه بعد نفي المثل عنه ، على أنه ليس المراد من نفي المثل نفي الصفات ؛ كما يدعي ذلك المعطلة ، ويحتجون به باطلا ، بل المراد إثبات الصفات مع نفي مماثلتها لصفات المخلوقين . قال العلامة ابن القيم رحمه الله : " قوله : (( ليس كمثله شيء )) . . إنما قصد به نفي أن يكون معه شريك أو معبود يستحق العبادة والتعظيم ؛ كما يفعله المشبهون والمشركون ، ولم يقصد به نفي صفات كماله ، وعلوه على خلقه ، وتكلمه بكتبه ، وتكلمه لرسله ، ورؤية المؤمنين له جهرة بأبصارهم كما ترى الشمس والقمر في الصحو . . ) اهـ . ومعنى السميع : المدرك لجميع الأصوات مهما خفتت ، فهو يسمع السر والنجوى بسمع هو صفة لا يماثل أسماع خلقه . ومعنى البصير : المدرك لجميع المرئيات من الأشخاص والألوان مهما لطفت أو بعدت ، فلا تؤثر على رؤيته الحواجز والأستار ، وهو من فعيل بمعنى مفعل ، وهو دال على ثبوت صفة البصر له سبحانه على الوجه الذي يليق به . روى أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية (( إن الله كان سميعا بصيرا )) ، فوضع إبهامه على أذنه ، والتي تليها على عينيه ) . ومعنى الحديث أنه سبحانه يسمع بسمع ، ويرى بعين ، فهو حجة على بعض الأشاعرة الذين يجعلون سمعه علمه بالمسموعات ، وبصره علمه بالمبصرات ، وهو تفسير خاطئ ؛ فإن الأعمى يعلم بوجود السماء ولا يراها ، والأصم يعلم بوجود الأصوات ولا يسمعها ... " . حفظ