قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله تعالى : (( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم )) ؛ فمعناه : إذا كان بينكم وبين أحد عهد كهؤلاء الذين عاهدتموهم عند المسجد الحرام ؛ فاستقيموا لهم على عهدهم مدة استقامتهم لكم ، فـ " ما " هنا مصدرية ظرفية ثم علل ذلك الأمر بقوله : (( إن الله يحب المتقين )) ؛ أي : يحب الذين يتقون الله في كل شيء ، ومنه عدم نقض العهود . وأما قوله : (( إن الله يحب التوابين )) ... إلخ ؛ فهو إخبار من الله سبحانه وتعالى عن محبته لهذين الصنفين من عباده . أما الأول : فهم التوابون ؛ أي : الذين يكثرون التوبة والرجوع إلى الله عز وجل بالاستغفار مما ألموا به على ما تقتضيه صيغة المبالغة ، فهم بكثرة التوبة قد تطهروا من الأقذار والنجاسات المعنوية التي هي الذنوب والمعاصي . وأما الثاني : فهم المتطهرون الذين يبالغون في التطهر ، وهو التنظيف بالوضوء أو بالغسل من الأحداث والنجاسات الحسية ، وقيل : المراد بالمتطهرين هنا الذين يتنزهون من إتيان النساء في زمن الحيض أو في أدبارهن ، والحمل على العموم أولى ... " . حفظ