تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... ثم هذا القول إذا تدبره الإنسان وجده في غاية الجهالة ؛ بل في غاية الضلالة . كيف يكون هؤلاء المتأخرون - لا سيما والإشارة بالخلف إلى ضرب من المتكلمين الذين كثر في باب الدين اضطرابهم وغلظ عن معرفة الله حجابهم وأخبر الواقف على نهاية إقدامهم بما انتهى إليه أمرهم حيث يقول :
لعمري لقد طفت المعاهد كلها * * * وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائـــــر * * * على ذقن أو قارعا ســـن نادم
وأقروا على أنفسهم بما قالوه متمثلين به أو منشئين له فيما صنفوه من كتبهم كقول بعض رؤسائهم :
نهاية إقدام العقول عقـــــال * * * وأكثر سعي العالمين ضـــــــــلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا * * * وحاصل دنيانا أذى ووبـــــال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا * * * سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية ؛ فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن . اقرأ في الإثبات : (( الرحمن على العرش استوى )) (( إليه يصعد الكلم الطيب )) واقرأ في النفي : (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يحيطون به علما )) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي . ويقول الآخر منهم : لقد خضت البحر الخضم وتركت أهل الإسلام وعلومهم وخضت في الذي نهوني عنه والآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لفلان وها أنا أموت على عقيدة أمي . ويقول الآخر منهم : أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام ... " . حفظ