تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وأيضا ؛ فقد علم أنه صلى الله عليه وسلم قد ذم أهل الكتاب على ما حرفوه وبدلوه ومعلوم أن التوراة مملوءة من ذكر الصفات فلو كان هذا مما بدل وحرف لكان إنكار ذلك عليهم أولى فكيف وكانوا إذا ذكروا بين يديه الصفات يضحك تعجبا منهم وتصديقا لها ولم يعبهم قط بما تعيب النفاة أهل الإثبات مثل لفظ التجسيم والتشبيه ونحو ذلك ؛ بل عابهم بقولهم : (( يد الله مغلولة )) وقولهم :(( إن الله فقير ونحن أغنياء )) وقولهم : إنه استراح لما خلق السموات والأرض فقال تعالى : (( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب )). والتوراة مملوءة من الصفات المطابقة للصفات المذكورة في القرآن والحديث ؛ وليس فيها تصريح بالمعاد كما في القرآن . فإذا جاز أن تتأول الصفات التي اتفق عليها الكتابان فتأويل المعاد الذي انفرد به أحدهما أولى والثاني مما يعلم بالاضطرار من دين الرسول أنه باطل فالأول أولى بالبطلان ..." . حفظ