تعليق الشيخ على قول المصنف رحمه الله تعالى : "... القسم الثاني : من جعلوا الظاهر المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلاً لا يليق بالله وهو التشبيه وأبقوا دلالتها على ذلك . وهؤلاء هم المشبهة ومذهبهم باطل محرم من عدة أوجه : الأول : أنه جناية على النصوص وتعطيل لها عن المراد بها فكيف يكون المراد بها التشبيه وقد قال الله تعالى : (( ليس كمثله شيء )) . الثاني : أن العقل دل على مباينة الخالق للمخلوق في الذات والصفات فكيف يحكم بدلالة النصوص على التشابه بينهما ؟ الثالث : أن هذا المفهوم الذي فهمه المشبه من النصوص مخالف لما فهمه السلف منها فيكون باطلاً . فإن قال المشبه : أنا لا أعقل من نزول الله ويده إلا مثل ما للمخلوق من ذلك , والله تعالى لم يخاطبنا إلا بما نعرفه ونعقله , فجوابه من ثلاثة أوجه : أحدها : أن الذي خاطبنا بذلك هو الذي قال عن نفسه :(( ليس كمثله شيء )) ونهى عباده أن يضربوا له الأمثال أو يجعلوا له أنداداً فقال : (( فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون )) وقال : (( فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون )) وكلامه تعالى كله حق يصدق بعضه بعضا ولا يتناقض . ثانيها : أن يقال له : ألست تعقل لله ذاتاً لا تشبه الذوات فسيقول : بلى فيقال له : فلتعقل له صفات لا تشبه الصفات , فإن القول في الصفات كالقول في الذات ومن فرق بينهما فقد تناقض . ثالثها : أن يقال : ألست تشاهد في المخلوقات ما يتفق في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية فسيقول : بلى فيقال له : إذا عقلت التباين بين المخلوقات في هذا فلماذا لا تعقله بين الخالق والمخلوق مع أن التباين بين الخالق والمخلوق أظهر وأعظم , بل التماثل مستحيل بين الخالق والمخلوق كما سبق في القاعدة السادسة من قواعد الصفات ... " . حفظ