تعليق الشيخ على قول المصنف رحمه الله تعالى : "... المثال التاسع والعاشر : قوله تعالى عن سفينة نوح : (( تجري بأعيننا )) وقوله لموسى : (( ولتصنع على عيني )) . والجواب : أن المعنى في هاتين الآيتين على ظاهر الكلام وحقيقته لكن ما ظاهر الكلام وحقيقته هنا ؟ هل يقال : إن ظاهره وحقيقته أن السفينة تجري في عين الله أو أن موسى عليه الصلاة والسلام يربى فوق عين الله تعالى . أو يقال : إن ظاهره أن السفينة تجرى وعين الله ترعاها وتكلؤها , وكذلك تربية موسى تكون على عين الله تعالى يرعاه ويكلؤه بها . ولا ريب أن القول الأول باطل من وجهين : الأول: أنه لا يقتضيه الكلام بمقتضى الخطاب العربي , والقرآن إنما نزل بلغة العرب قال الله تعالى : (( إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )) وقال تعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) ولا أحد يفهم من قول القائل : فلان يسير بعيني أن المعنى أنه يسير داخل عينه ولا من قول القائل : فلان تخرج على عيني أن تخرجه كان وهو راكب على عينه , ولو ادعى مدع أن هذا ظاهر اللفظ في هذا الخطاب لضحك منه السفهاء فضلاً عن العقلاء . ... ". حفظ