فوائد قول الله تعالى : (( أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت )) حفظ
ثم قال تعالى : (( أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ ))[الأحزاب :19]إلى آخره في هذه الآية دليل على بخل المنافقين بما ينفع المؤمنين وأنهم لا يأتونهم إلا عن كراهية كالشحيح في جمع المال لقوله : (( أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ))
ومنها جبن المنافقين وأنهم في غاية الجبن لقوله : (( فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ )) إلى آخره وبهذا نعرف أنهم أحق الناس بما وصفوا به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حيث قالوا " ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء " فنقول أن هذه الأوصاف أنتم أحق الناس بها نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة شدة فزع المنافقين عند الخوف لأن تصويرهم بهذه الصورة يدل على الفزع العظيم الذي ينالهم عند الخوف.
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً شدة محبة المنافقين للحياة لأنهم هم الذين بلغوا مبلغ الخوف حرصاً على الحياة وخوفاً من الموت بالقتال.
ومن فوائد الآية الكريمة قوة تصوير القرآن للأحوال الواقعة لأن هذه الصور التي ذكرها الله صور مدهشة تجعل الإنسان يتخيل شدة فزعهم كأنها رأي عين نعم.
ومن فوائد الآية الكريمة أن للموت سكرات لقوله : (( كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ )) وهذا بالنسبة للموت العادي أما الموت المباغت قد لا يكون فيه سكرات قد يموت الإنسان بغتة كالذي يحدث في الحوادث وسكتات القلوب وما أشبهها .