تفسير قول الله تعالى : (( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات )) حفظ
((وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ )) ختم الآية الكريمة بهذا الوصف العظيم وهو ذكر الله عز وجل وهو شامل لكل عبادة ، كل عبادة فهي ذكر لله عز وجل حتى دراستكم للعلم هي من ذكر الله عز وجل ولهذا تسمى حلق العلم تسمى حلق الذكر أو مجالس الذكر فكل ما يقرب إلى الله كل عبادة فهي من ذكر الله وذكر الله عز وجل يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح ففي القلب التفكر وفي اللسان النطق وفي الجوارح الفعل والعمل أيها أفضل ذكر الله باللسان أو ذكر الله بالقلب أو ذكر الله بالجوارح ؟
الطالب :كلها ...
الشيخ :ما في شك الجمع افضل هذا معلوم نعم
الطالب : بالقلب
الشيخ : القلب وحده لا يكفي واللسان وحده لا يكفي والجوارح وحدها لا تكفي يعني لو أن الإنسان قال بتفكر في آيات الله عز وجل وفي أسمائه وصفاته ولكنه ما بذاكر الله هل يكون مسلماً ؟ لا لابد أن يقول إن قال لا إله إلا الله وكذلك أيضاً بالنسبة للجوارح لكن لاشك أن ... الذكر بالقلب له أثر عظيم جداً لأن المدار على القلب ولاشك أيضاً أن تأثير ذكر الله بالقلب أبلغ لتقوية الإيمان وفي التقرب إلى الله عز وجل من الذكر بماذا ؟ بالجوارح لأن المدار كله على ما في القلب لا بالنسبة للأعمال وقوام الأعمال ولا بالنسبة للجزاء كما قال الله تعالى : (( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ ))[الطارق9 :10]ذكر الله عز وجل يكون مطلقاً في كل وقت ويكون مقيداً بأحوال ويكون مقيداً بأماكن ويكون مقيداً بأزمان فهو إذاً أربعة أنواع وهي
الطالب : مقيدا بأقوال ؟
الشيخ : بأقوال ، هو من ذكر الله ، ويكون الذكر مطلقاً ، مقيد بأزمان ، مقيد بماذا ؟ بأماكن ، مقيد بأحوال ، إذاً أنت ملزم بإغلاق يعني ...
أما المطلق : فقد قال الله تعالى : (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ))[آل عمران :191]هذا في كل وقت في كل حال ، وقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ))[الأحزاب41 :42]كما في هذه الآية (( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا )) .
المقيد بزمن : إيش مثله ؟ مثل أدبار الصلوات هذا مقيد بزمن وكذلك الدعاء في أول النهار أو الذكر في أول النهار وفي آخره (( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ))[ق :39].
المقيد بأمكنة : كدخول المسجد ودخول المنزل والخروج منه ورمي الجمرات وركوب السيارات لا ركوب السيارات بمكان ؟ طيب .
أما المقيد بحال من الأحوال : فهو أيضاً كثير عند الهم والحزن وعند الأكل والشرب وما أشبه ذلك ، صلاة إيش ؟
...
الاستسقاء يعني نعم .
الطالب :ركوب الدابة ؟
الشيخ : والله الركوب ، الإخوان يقولون مقيد بمكان على كل حال الذكر إما مطلق وإما مقيد والله عز وجل شرع لعباده ذلك من أجل أن يكونوا دائماً على ذكر الله عز وجل حتى عند لبس الثوب عند الأكل والشرب والفراغ منهما .
(( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ ))