تابع لتفسير قول الله تعالى : (( ... ويهدي إلى صراط العزيز الحميد )) حفظ
الصراط كان في مقام محمود أما (( العزيز )) الذي هو اسم الله فإن العزيز من له العزة والله تعالى له العزة جميعاً (( فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ))[فاطر:10]العزة التي وصف بها تضمن ثلاث معاني عزة القدر وعزة القهر وعزة الامتناع انتبهوا العزة التي يتصف الله بها ثلاثة معاني عزة القدر والقهر والامتناع أما عزة القدر فمعناها أن الله تعالى ذو قدر عظيم وأما عزة القهر فمعناها أن الله ذو قهر عظيم وغلبة لا يغلبه أحد وأما عزة الامتناع أن الله عز وجل يمتنع عليه النقص بوجه من الوجوه لا يمكن أن يناله نقص أبداً هذه العزة المضافة إلى من إلى الله عز وجل عزة القدر نعم إيش بعد ؟ القهر والامتناع طيب يقال مثلاً هذا عزيز عليّ أي ذو قدر شريف عندي ويقال هذا الرجل عزني وغلبني وقال تعالى (( وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ))[ص:23]أحسن الآية (( وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ )) يعني غلبني هذه عزة القهر والغلبة ويقال أرض عزاز أي قوية شديدة ما يؤثر فيها وطء الأقدام وهذا عزة الامتناع ، الله عز وجل موصوف بالعزة بمعانيها الثلاثة وأما الحميد يقول المؤلف إنها بمعنى " محمود " وصحيح أن فعيل تأتي بمعنى مفعول ومنه قولهم قتيل بمعنى مقتول وجريح بمعنى مجروح لكنها تأتي بمعنى الفاعل أيضاً مثل عليم بمعنى عالم عزيز بمعنى عاز حكيم بمعنى محكم وهكذا تأتي بهذا المعنى فإذا كانت تأتي بالوجهين جميعاً أي بالفاعل والمفعول فهل الأول أن نجعلها مقصورة على المفعول ولا نجعلها شاملة ؟ شاملة فهو سبحانه وتعالى حميد بمعنى حامد وبمعنى محمود أما كونه حامداً فما أكثر ما يثني الله عز وجل على عباده المؤمنين ولا لا ؟ هل الله يثني على المؤمنين ولا ما يثني إذاً هذا حمد فهو حامد سبحانه وتعالى وأما كونه محموداً فظاهر أن الله تعالى له الحمد على كل حال والحاصل أن تفسير المؤلف (( الحميد )) بالمحمود فيه قصور والصواب أنه بمعنى محمود وبمعنى حامد وأن له الحمد سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة طيب هل إضافة الصراط إلى اسم الله الحميد ؟ فيه دليل قلت فائدته أنه يدل على أن من تمسك بهذا الصراط فإنه عزيز ومحمود أيضاً محمود على التزامه بهذا الصراط