تفسير قول الله تعالى : (( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور )) حفظ
(( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا )) (( ذلك )) التبديل (( جزيناهم )) ولو قال : المؤلف ذلك التبديل وإرسال السيل لكان أعم وأشمل أو لو قال : ذلك المذكور لكان أشمل (( جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا )) بكفرهم (( وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ )) (( جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا )) قال المؤلف : " بكفرهم " فأفادنا أن ما مصدرية وأما الباء فهي للسببية أي جزيناهم هذا الجزاء بإغراق أموالهم وهدم بنائهم وإبدال الجنتين بهاتين الجنتين (( بما كفروا )) أي بسبب كفرهم (( وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ )) (( وَهَلْ يجَازَى إِلَّا الْكَفُورَ )) بالياء والنون مع كسر الذاي ونصب الكفور أي ما يناقش إلا هو ، في قوله: (( هل نجازي )) قراءتان (( نجازي )) وعلى هذه القراءة يجب نصب (( الكفور )) على أنها مفعول به بخلاف الثانية (( يجازَى )) وعليه ترفع الكفور على أنها نائب فاعل وليس الاستفهام بمعنى النفي لأنه عقب بـ(( إلا )) فيكون (( هَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ )) أي ما نجازي إلا كفور والمجازاة هنا بمعنى المناقشة أو بمعنى المكافئة على الفعل والكفور صيغة مبالغة أي ذو الكفر لله سبحانه وتعالى والله أعلم