تفسير قول الله تعالى : (( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين )) حفظ
(( وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ )) في الخير (( فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) يخلفه للإنسان أي يرزق عائلته أي من رزق الله طيب وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ )) (( ما )) هذه شرطية وفعل الشرط (( أنفق )) وجوابه (( فهو يخلفه )) واقترن بالفاء لأنه جملة اسمية ويقترن جواب الشرط بالفاء في سبعة مواضع : يقول لنا ينشد لنا الأخ عبد الرحمن البيت الذي ....فيها
الطالب : ما أحفظه .
الشيخ : ما تحفظه نعم ،
الطالب : ....
الشيخ : وبما نعم .
الطالب : .....
الشيخ : وبما ، لا فهنا بالترتيب .
الطالب : ....
الشيخ : نعم سمعت يا عبد الرحمن ، نعم ، " اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلن وبالتنفيذ " هذه الآية من أي الأقسام السبعة ؟ اسمية ، وقوله تعالى : (( وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ )) أي الله (( يُخْلِفُهُ )) أي يأتي بخلفه واعلم أن هناك فرقاً بين يَخلُف ويُخلِف فيخلف به الشيء الذي خلف غيره ، قال الله تعالى عن موسى إذ وجه عن خلف لهارون (( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ ))[الأعراف:142]أي صر خلفاً عني في قومي وأن أخلف الرباعي بل يراد أعطى الخلف ، فالمخلف معطي الخلف والخالف الذي خلف غيره انتبه للفرق بين الثلاثي والرباعي ، الثلاثي إيش معناه ؟ خلف غيره ، والرباعي أعطى الخلف ، ومنه الحديث حديث أبي سلمة نعم قال : (( واخلفني في عقبه )) وحديث أم سلمة قالت : " واخلفني خيراً منه " فاجتمع هذا الحديث على الكلام جميعاً ، حديث أم سلمة : ( ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول : الله اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني ) ما قال واخلُف ( واخلفني خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها ) طيب هنا من الرباعي ولا من الثلاثي ؟ من الرباعي (( فهو يخلفه )) أي يعطي ما يكون خلفاً عنه وقوله : (( وما أنفقتم )) أي أنفقنا نحن بلنا والمؤلف رحمه الله قيده بقوله : " وما أنفقتم في الخير " وهذا القيد الذي قيده به المؤلف دلت عليه آيات متعددة كما قال تعالى : (( وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ )) (( وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ))[البقرة:272]وفي هذا كثير لأن من أنفق في غير الخير فالخلف غير مضمون له لكن من أنفق في الخير فالخلف مضمون له ، طيب يشمل هذا النفقات الواجبة كإنفاق الإنسان على زوجته وأمه وأبيه وابنه وبنته وما أشبه ذلك ويشمل أيضاً الإنفاق في الزكاة لأنها هي أم الإنفاقات ، لأن الإنفاق في الزكاة أحد أركان الإسلام ويشمل الإنفاق في الجهاد في سبيل الله ويشمل الإنفاق في وجوه الخير كالإحسان إلى الناس وغير ذلك وقوله : (( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه )) هذا الإخلاف هل هو في الكمية أو في الكيفية ؟ بمعنى هل إن الله عز وجل يعطيك بدلاً عنه في الكمية إذا أنفقت عشرة أعطاك عشرة أو في الكيفية بمعنى أن الباقي ينزل الله في البركة حتى يكون مقابلاً لما أنفقت مضمومة إليه ؟ الظاهر يشمل ..... أن الله يخلفه يعطيك خلفاً عنه في الكمية فإذا أنفقت عشرة فتح الله باب الرزق وأعطاك عشرة أو أنه يكون خلفاً عن الكيفية فإن أنفقت عشراً من مائة وبقي تسعين فإن هذه التسعين تقوم مقام المائة أو أكثر من البركة التي يحلها الله عز وجل ولهذا جاء في الحديث الصحيح : ( ما نقصت صدقة من مال ) يعني أن الصدقة لا تنقص من المال ولكنها تزيده كما قال تعالى هنا : (( فهو يخلفه )) قال : (( وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) (( خير )) أصلها أخير لأن اسم تفضيل لكنها حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرة استعمالها ، و(( الرازقين )) المعطين كيف يقول (( خير الرازقين )) مع أن الذي يرزق الرزق ويعطي الرزق هو الله ؟ نقول : لأن غير الله يرزق لكنه رزق محدود يقال : رزق عائلته قال الله تعالى : (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ))[النساء:8]فإذاً الرزق يكون من الله ويكون من غيره لكنه من الله شامل عام ومن غيره ناقص خاص فالإنسان يكون كما قال المؤلف رحمه الله يقول : " إنه يقال إن الإنسان يرزق عائلته " يعني يعطيها لكن عطاء الإنسان عائلته أو رزق غير عائلته منين ؟ من رزق الله ، لولا أن الله أعطاه ما أعطى غيره فيعود المعنى إلى أن الرزق لمن ؟ لله سبحانه وتعالى نعم (( وهو خير الرازقين )) .